قد مثلت عملية القدس التي قتل فيها مستوطنين وأصيب ثلاثة آخرين تطوراً جديداً ونوعياً في أساليب المقاومة في القدس والضفة المحتلة.
وتنظر المقاومة الفلسطينية لعملية
القدس البطولية على أنها بوابة انطلاق شرارة تطوير العمل الجهادي الفردي
في القدس والضفة المحتلتين حيث أن الشبان الراغبين بتنفيذ العمليات
الاستشهادية باتوا يبحثون عن أفضل الطرق التي يمكنهم من خلالها إيلام العدو
الصهيوني.
شباب المقاومة المقدم على عمليات
استشهادية بات أكثر وعياً ورصداً لأخطاء العمليات السابقة، تلافياً لها
أثناء تنفيذه عمليته وهذا ما ظهر في عملية القدس التي اختار فيها المجاهد
مهند حلبي منطقة لا يوجد فيها جنود صهاينة مدججين بالسلاح.
بالإضافة إلى أن الشهيد الحلبي
اختار مهاجمة مستوطن ومباغتته في شارع ضيق ما قلص فرصة أن يهرب ذلك
المستوطن منه ومكنه من سحب سلاحه وقتله وإطلاق النار على المستوطنين
الآخرين.
لقد بات شباب الضفة الذين تملؤ قلبوهم النخوة ينتظرون الفرصة السانحة لتنفيذ عمليات أكثر تطوراً ضد العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه.
كل التوقعات تشير إلى أن العمليات
المقبلة ستحمل تطوراً في الأسلوب وتلافياً للأخطاء السابقة، وهذه تتطابق
مع الطريقة التصاعدية التي انتهجتها المقاومة منذ سنوات.