قراءة
في استفتاء دنيا الوطن
إعداد : نضال الفطافطة - ريمان أبو الرب
للسنة الثانية على التوالي اطل علينا
موقع دنيا الوطن حاملا معه الاستفتاء الأكثر جدلا في الإعلام الفلسطيني ، بالرغم أن
الاستفتاء هو الكتروني إلا أن صداه على الأرض كان ملفتا للانتباه تاركا حوله
العديد من الأسئلة والاستفسارات ...
حيث يعد بعض
المراقبين أن استفتاء دنيا الوطن هو اكبر استطلاع رأي يتم إجراؤه في فلسطين على
الإطلاق،وهو يقدم مؤشرات عديدة حول رأي الفئات التي تستطيع أن تشارك وتتخذ القرار
في أي انتخابات مقبلة
.
الاستفتاء لم يقتصر على شخصيات فلسطينية محلية بل
اهتم بفلسطيني الشتات ومؤسسات فلسطينية وأحزاب وأندية رياضية وشخصيات من العالم
العربي إذ أن هذا بحد ذاته يعتبر انجازا .
والملفت للنظر في هذا الاستفتاء الإقبال الشديد عليه,حيث يعتبره الناس ; وسيلة سهلة للتعبير عن رأيهم
في العديد من القضايا التي تشهدها الساحة الفلسطينية و التي تعكس الواقع ، ووسيلة آمنه
للكثير من الناس حيث يعبرون عن رأيهم بكل حرية ودون رقابة أو رقيب مما يعكس
توجهاتهم ويوضح رأيهم بكل مصداقية,هذه المبادرة
سبق لدنيا الوطن له لا عليه.
و من خلال هذا التقرير تم رصد ابرز الآراء لمختلف شرائح المجتمع
الفلسطيني بكل موضوعيه و من هذه الآراء , ما عبرت عنه الشاعرة
والإعلامية الفلسطينية نداء يونس ردا على السؤال الذي وجه لها : في هذا
الاستفتاء، يكون المتابع أمام أمرين: أما أن يعتقد جازما بغياب المعايير المهنية
لاختيار الشخوص في المجالات المطروحة أو أن يعتقد بحسن ظن انه ولسبب ما لم يتم الإعلان
عن تلك المعايير للجمهور. كلا الأمرين لا يحققان في النهاية انتصارا لقيم
العدالة والشفافية والمهنية، ويسيئان إلى إي عمل مهما كان، وبالتالي، يفقد المتابع
الثقة التي يمكن إن يكون الموقع قد حصل عليها. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في ظل هذه العشوائية:
هل هي محاولة لتمرير أسماء بعينها في مجالات بعينها والترويج لها، في سياق أعم، أم
أن الأمر مجرد محاولة إحداث استقطاب لجمهور أوسع بطريقة يمكن أن توصف بسهوله
بافتقارها إلى مرتكزات المسؤولية المجتمعية والمبادئ المعيارية لأي عمل؟
وفي هذا
السياق أكد الصحفي محمد عبد محاميد
اعتقاده بأن الاستفتاء لم يكن في ذلك المستوى المطلوب
وخاصة أنهم لم يوضحوا الشروط المطلوبة أو المعايير التي اتبعوها في اختيار
الشخصيات فمثلا الكاتب والناشط الشبابي إسلام أبو عون اعتبر هذا الاستفتاء غير
واقعي أو بالأحرى غير دقيق لأنه كان من ضمن الشخصيات الشبابية المؤثرة علما إن إسلام كان معتقل من شهر واحد إلي شهر
عشرة و أردف محاميد متسائلا فكيف
لهذه الشبكة أن تضع اسمه وهو كان داخل المعتقلات الصهيونية.
من جهته يعارض
السيد ربيع حامد عضو إقليم حركة فتح و مسؤول العلاقات العامة هذا الاستفتاء قائلا :بنظرهم سين من الناس يستحق إن يكون مركزيه ويستفتى عليه
وبنظر الفتحاويون لا يستحقوا أن يكونوا في فتح أصلا أنا كمواطن كغيري من المواطنين
نعرف جيدا من هو اقرب لقلوب الناس ومن هو في الميدان. ومن هو في قلوب الأعلام للأسف الأعلام يصنع أبطال من كرتون .
أما الصحفية الفلسطينية
المقدسية شذى حماد أنه كان من الأولى التركيز بشكل أكبر
على المجتمع الفلسطيني والأحداث إلي جرت خلال العام , كذلك الاستفتاء هو حول
الشخصيات و الاولى أن يعنى بالقضايا وأرى أيضا
أنه استفتاء غير علمي، ولا نتيجة مهمة سوف تصدر عنه فالاستفتاء بالعادة يقيس رأي المجتمع حول قضية
ما، أو التوقع لمرحلة سياسية جديدة مثلا.
ويعلق الأستاذ راسم عبيدات بصفته
كاتبا ومحللا سياسيا أن هذا الاستفتاء أولا يفتقر إلى المهنية وكذلك لا
يستند إلى معايير علمية ومهنية ويتجاهل الكثير من الرموز وجاء اقرب إلى الجهوية والجغرافيا
منه إلى المعرفة الصحيحة بالكفاءات والطاقات في كل خانه من الخانات التي جرى طرحها
فعلى سبيل المثال في الجانب الثقافي تجاهل تام لأدباء وكتاب مثل محمود شقير وجميل السلحوت
وغيرهم وكذلك أي استفتاء يجب أن يستند إلى تعريف بالشخوص أو الرموز المنوي التصويت
لها ولذلك غياب الأسس والمعايير وكيفية الاختيار
جعلت الكثير من الشخصيات تنسحب من التصويت
والتصويت يجب أن يتم من خلال لجنة مهنية يجري اختيارها لكي تراقب صدقية ومهنية وعلمية التصويت ولا يعقل
أن تكون أديبة وكاتبة بحجم سحر خليفة في ذيل القائمة ومن هم مستجدين في العمل الأدبي
لديهم حضور عشرين ضعف سحر خليفة أو غيرها وكذلك في الإعلام وغيره هذه الاستطلاعات موجهة
ولها أهداف معينة فعلى سبيل المثال لا يعقل أن يكون حضور الجبهة الديمقراطية ثلاثة
أضعاف حضور الشعبية أو الجهاد الإسلامي وذلك كان هذا استفتاء بعيد عن الواقع
ويرى الصحفي عنان الناصر أن هناك جوانب ايجابية في هذا الاستفتاء قائلا أنه
استفتاء يقدمه موقع ضمن سياسة معينة قد اتفق مع أمور أخرى بالمسميات كما إن هناك بعض
النواقص في الاستفتاء وهذا يحتاج جهد اكبر في المرات القادمة خطوة جيدة ولكنه يحتاج المزيد ,الفكرة ايجابية وبناءة خاصة
وانه يأتي على موقع وكالة تشهد إقبالا وتصفحا كبيرا في مجتمعنا مع ذلك الفكرة بناءة
والتوجه العام بناء وهناك بعض الملاحظات الفنية وتوجد نواقص مثل عدم وجود جامعة بيرزيت
وأسماء إذاعيين وصحفيين في المجال المكتوب .
وأضافت
الدكتورة خيرية يحي وهي مديرة احد المراكز
البحثية في نابلس أن استفتاء دنيا الوطن هو محاولة لتجميع عدد من
الآراء، قد يكون الهدف نبيل لكن إلية إجراء الاستفتاء بعيدة جدا عن المهنية، فلإجراء
الاستطلاعات عدة طرق علمية وكل منها يناسب الموضوع قيد الاستطلاع، فلم تصل الدول
المتقدمة حتى ألان لإجراء استفتاءاتها عبر الشبكة العنكبوتية لعدم موثوقية النتائج
مهما تمتع المستطلعين بالمصداقية، ويمكن القول أن سلبيات هذا الاستطلاعات هي، غلبة
المشاعر لذا قد يصوت الفرد الواحد عدة مرات،ثانيا العينة الواجب استطلاعها لا تتقن
التعامل مع النت بشكل كامل وان أتقنت لا اعتقد انه وصلهم بشكل يفي بالغرض، ثم الأسماء
التي وضعت عليها جدل فهناك من سيرشح نفسه فعلا ولم يرد اسمه، والاهم من سينتخب
ويختار ليس العامة وإنما مجموعة تحدد بالأسماء وعليه أساس الاستطلاع باطل فقد قاس
رأي جمهور غالبيته بعيد عن الجمهور الحقيقي المفروض سؤاله، وهذه الدراسات ستزرع
بذور الفرقة بين من تم إدراج أسماؤهم ومن لم يتم وبين من كانت نسبته مرتفعة ومن هي
منخفضة، وعليه لا يمكن أن يسمى استطلاع قد نسميه حراك إعلامي هادف أو غير هادف .
أما خليل
شريتح المختص في أمن المعلومات ولدى توجيهنا اليه سؤال حول إمكانية التلاعب بالأصوات
وموضوعيتها والتصويت أكثر من مرة انه يمكن التلاعب و تغيير الآي بي ادرس الخاص
بالجهاز وكذلك يمكن تغيير هوية المصوت
لدولة أخرى وهمية
في النهاية يعد هذا الاستفتاء أداة من أدوات
ممارسة الديمقراطية وخاصة أن الشعب يبحث عن وسيلة للتعبير عن رأيه ومواقفه من
العديد من القضايا ،وشهد هذا الاستفتاء
حسب تصريحات إعلامية لدنيا الوطن إقبالا شديدا من الجمهور حيث بلغت نسبة المشاركين
855،071 مواطن،ولذلك على أصحاب القرار والمسئولين أن يأخذوا بجدية نتائج هذا
الاستفتاء لأنه يعكس أمالهم وطموحاتهم،وعليه يجب دراسة كل سؤال وجواب قدمه هذا
الاستفتاء لأخذ الفائدة والإطلاع على رغبة الجمهور.