ما
أن يدخل الزائر لمدينة نابلس، ويتجول في شوارعها وازقتها، وينشغل في جمال
بلدتها القديمة... حتى يجد نفسه أمام مدينة جمعت الكثير من الحكايات
والروايات... فمنها ما ارتبط في الديانات السماوية الثلاث( يهودية، مسيحية،
اسلام)، ومنها ما خلد في الذاكرة من جراء ما تعرضت له من احتلال ونكبات...
ومن بين هذه الحكايات والروايات قصة المقامات والأضرحة المنتشرة في أنحاء المدينة، منها ضريح الشهيد المرحوم مصطفى بك الفقاري، مقام الشيخ بدران، مقام ضريح الشيخ مسلم، مقام سفيان الثوري، قبر يوسف .... الخ ..
حكاية مقام سفيان الثوري
بالقرب من شارع سفيان أكثر شوارع المدينة معرفة واكتظاظا... وعلى بعد أمتار منه تحط ناظري الزائر على مقام قريب جدا ، يسمى قبر سفيان الثوري، وهو من مواليد مدينة الكوفة، ويعتبر أحد الأئمة الأعلام.
تعددت الأقاويل والآراء حول هذا المقام الذي يتوسط المدينة وسر وجوده على مر العصور، فمنهم من قال أن له صفة وسمة دينية خاصة كونه ذو زهد وكرامة. ومن الروايات الخاصة بهذا المقام، انه كان مدفون تحت تله عاليه أمام مصنع الأرز حاليا، و قامت البلدية انذاك بالتعاون مع متعهد بإزالة التراب والتله... فعلا أزيلت إلى حين العثور على وجود ضريح، لا احد يعلم بوجوده، وانه عند قيام الجرافات بتوسعة الشارع كسرت سكتها
ومن الراويات الأخرى التي تدل على كرامة صاحب هذا المقام، أن مجنزرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي في العام 2002 حاولت المرور في الشارع القريب منه فسقطت ، وعند إحضار رافعه لم تستطع انتشالها إلا بعد ساعات طويلة .
من هو سفيان الثوري
ولد في مدينة الكوفة، ولد (سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري) أحد الأئمة الأعلام سنة 97هـ، وتفتحت عينا سفيان على الحياة، فوجد كتب الحديث والفقه تحيط به من كل جانب، فقد كان والده من العلماء الكبار الذين يحفظون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نشأ سفيان في أسرة فقيرة صالحة تعبد الله حق عبادته، وكانت أمه تنظر إليه وهو مازال طفلاً وتقول له: (اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، وإذا كتبت عشرة أحرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في الخير، فإن لم تَرَ ذلك فلا تتعبن نفسك).. وبدأ (سفيان) يتعلم ويجعل من والده قدوة صالحة له، ويستجيب لرغبة والدته التي أحبها من قلبه.
ومرت الأيام، وأصبح سفيان شابًّا فتيًّا، وفي إحدى الليالي أخذ يفكر ويسأل نفسه: هل أترك أمي تنفق علي؟ لابد من الكسب والعمل .. لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها، أحب إليَّ من أن أحتاج إلى الناس؛ فالمال ضروري للإنسان حتى ولو كان عابدًا زاهدًا، ومن أجل ذلك عمل سفيان بالتجارة، ولم يكن المال هدفه في الحياة، بل وهب سفيان نفسه للعلم وأخذ يتعلم ويحفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصبح في دنياه لا يطلب إلا العلم، فكان يقول: (الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز واللحم).
واشتهر سفيان بين الناس بعلمه وزهده وخوفه من الله، وظل طالب علم، متواضعًا يتعلم ويستفيد من الآخرين، يستمع إليهم، ويحفظ ما يقولون، وينشر ما تعلمه على الناس، يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويملي عليهم أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان سفيان الثوري إذا لقي شيخًا سأله: هل سمعت من العلم شيئًا؟ ولقد منحه الله ذاكرة قوية فحفظ الآلاف من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كان يحبها أكثر من نفسه.
كان ينصح العلماء ويقول لهم: (الأعمال السيئة داء، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء؟!) وكان يقول: (إذا فسد العلماء، فمن بقي في الدنيا يصلحهم) ثم ينشد:
يا معشرَ العلماءِ يا مِلْحَ البلدْ
ما يصلح الملحَ إذا الملح فَسَدْ
وبمرور الأيام، كانت شهرة سفيان الثوري تزداد في بلاد الإسلام، ويزداد معها احترام الناس له، لخلقه الطيب، وعلمه الغزير، وحبه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، حتى إن أحد العلماء قال عنه: ما رأيت أحدًا أعلم منه.
وكان الناس يتسابقون إلى مجلسه ويقفون بباب داره في انتظار خروجه.. قال عنه شعبة وغيره: سفيان أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري.
ولذلك كان ينصح الناس قائلاً: أكثروا من الأحاديث؛ فإنها سلاح، وكان يتجه إلى الشباب الذي كان ينتظر خروجه من منزله ويقول لهم: (يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم) وكان سفيان لا يخشى أحدًا إلا الله، كثير القراءة للقرآن.
عاش سفيان حياته كلها يدعو إلى الله، وكانت سعادته في هداية إنسان عاصٍ أحب إليه من الدنيا وما فيها، وعرض عليه أن يكون قاضيًا فهرب خوفًا من الحساب أمام الله، وأرسلت إليه هدايا الملوك والأمراء فرفضها، فعاش حياته لله، وفي سبيل الله، وبعد هذه الحياة الكريمة في خدمة الإسلام والمسلمين، مات سفيان الثوري في شعبان سنة 161هـ.وهو مدفون في نابلس قرب مصنع الأرز وقد حاول البعض إزالة القبر للبناء فتعطلت الجرافة عدة مرات
ومن بين هذه الحكايات والروايات قصة المقامات والأضرحة المنتشرة في أنحاء المدينة، منها ضريح الشهيد المرحوم مصطفى بك الفقاري، مقام الشيخ بدران، مقام ضريح الشيخ مسلم، مقام سفيان الثوري، قبر يوسف .... الخ ..
حكاية مقام سفيان الثوري
بالقرب من شارع سفيان أكثر شوارع المدينة معرفة واكتظاظا... وعلى بعد أمتار منه تحط ناظري الزائر على مقام قريب جدا ، يسمى قبر سفيان الثوري، وهو من مواليد مدينة الكوفة، ويعتبر أحد الأئمة الأعلام.
تعددت الأقاويل والآراء حول هذا المقام الذي يتوسط المدينة وسر وجوده على مر العصور، فمنهم من قال أن له صفة وسمة دينية خاصة كونه ذو زهد وكرامة. ومن الروايات الخاصة بهذا المقام، انه كان مدفون تحت تله عاليه أمام مصنع الأرز حاليا، و قامت البلدية انذاك بالتعاون مع متعهد بإزالة التراب والتله... فعلا أزيلت إلى حين العثور على وجود ضريح، لا احد يعلم بوجوده، وانه عند قيام الجرافات بتوسعة الشارع كسرت سكتها
ومن الراويات الأخرى التي تدل على كرامة صاحب هذا المقام، أن مجنزرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي في العام 2002 حاولت المرور في الشارع القريب منه فسقطت ، وعند إحضار رافعه لم تستطع انتشالها إلا بعد ساعات طويلة .
من هو سفيان الثوري
ولد في مدينة الكوفة، ولد (سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري) أحد الأئمة الأعلام سنة 97هـ، وتفتحت عينا سفيان على الحياة، فوجد كتب الحديث والفقه تحيط به من كل جانب، فقد كان والده من العلماء الكبار الذين يحفظون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نشأ سفيان في أسرة فقيرة صالحة تعبد الله حق عبادته، وكانت أمه تنظر إليه وهو مازال طفلاً وتقول له: (اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، وإذا كتبت عشرة أحرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في الخير، فإن لم تَرَ ذلك فلا تتعبن نفسك).. وبدأ (سفيان) يتعلم ويجعل من والده قدوة صالحة له، ويستجيب لرغبة والدته التي أحبها من قلبه.
ومرت الأيام، وأصبح سفيان شابًّا فتيًّا، وفي إحدى الليالي أخذ يفكر ويسأل نفسه: هل أترك أمي تنفق علي؟ لابد من الكسب والعمل .. لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها، أحب إليَّ من أن أحتاج إلى الناس؛ فالمال ضروري للإنسان حتى ولو كان عابدًا زاهدًا، ومن أجل ذلك عمل سفيان بالتجارة، ولم يكن المال هدفه في الحياة، بل وهب سفيان نفسه للعلم وأخذ يتعلم ويحفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصبح في دنياه لا يطلب إلا العلم، فكان يقول: (الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز واللحم).
واشتهر سفيان بين الناس بعلمه وزهده وخوفه من الله، وظل طالب علم، متواضعًا يتعلم ويستفيد من الآخرين، يستمع إليهم، ويحفظ ما يقولون، وينشر ما تعلمه على الناس، يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويملي عليهم أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان سفيان الثوري إذا لقي شيخًا سأله: هل سمعت من العلم شيئًا؟ ولقد منحه الله ذاكرة قوية فحفظ الآلاف من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كان يحبها أكثر من نفسه.
كان ينصح العلماء ويقول لهم: (الأعمال السيئة داء، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء؟!) وكان يقول: (إذا فسد العلماء، فمن بقي في الدنيا يصلحهم) ثم ينشد:
يا معشرَ العلماءِ يا مِلْحَ البلدْ
ما يصلح الملحَ إذا الملح فَسَدْ
وبمرور الأيام، كانت شهرة سفيان الثوري تزداد في بلاد الإسلام، ويزداد معها احترام الناس له، لخلقه الطيب، وعلمه الغزير، وحبه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، حتى إن أحد العلماء قال عنه: ما رأيت أحدًا أعلم منه.
وكان الناس يتسابقون إلى مجلسه ويقفون بباب داره في انتظار خروجه.. قال عنه شعبة وغيره: سفيان أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري.
ولذلك كان ينصح الناس قائلاً: أكثروا من الأحاديث؛ فإنها سلاح، وكان يتجه إلى الشباب الذي كان ينتظر خروجه من منزله ويقول لهم: (يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم) وكان سفيان لا يخشى أحدًا إلا الله، كثير القراءة للقرآن.
عاش سفيان حياته كلها يدعو إلى الله، وكانت سعادته في هداية إنسان عاصٍ أحب إليه من الدنيا وما فيها، وعرض عليه أن يكون قاضيًا فهرب خوفًا من الحساب أمام الله، وأرسلت إليه هدايا الملوك والأمراء فرفضها، فعاش حياته لله، وفي سبيل الله، وبعد هذه الحياة الكريمة في خدمة الإسلام والمسلمين، مات سفيان الثوري في شعبان سنة 161هـ.وهو مدفون في نابلس قرب مصنع الأرز وقد حاول البعض إزالة القبر للبناء فتعطلت الجرافة عدة مرات