كتبت نضال الفطافطة..
في الحروب والنزاعات يكون الأطفال والنساء من أكثر المتضررين من نواحي متعددة جسدية ونفسية تتطلب وقتا من الزمن لتمحى آثارها بشكل جزئي، هم من يقلبون الموازين بقصصهم وعذاباتهم وبموتهم المأساوي ويبقون علامة راسخة في تاريخ هذه النزاعات..
آنا فرانك وأحمد مناصرة طفلين من نفس العمر تشابها في المعاناة التي عاشاها .. أحمد مناصرة طفل فلسطيني وأنا فرانك هي طفلة يهودية.
توفيت آنّا فرانك في آذار/ مارس 1945 بحمّة التيفوس بمعسكر الإعتقال بيرغين كانت تبلغ من العمر وقتئذ 15 عاما ، تعتبر قصة آنا فرانك من أكثر القصص المؤثرة والحزينة لأنها تحدثت في مذكراتها التي توثق تجربتها في الاختباء خلال الاحتلال الألماني لهولندا في الحرب العالمية الثانية و بعض التغييرات التي جرت في ذاك و سجلت العديد من القيود التي كانت مفروضة على حياة السكان اليهود الهولنديين ،هذه المذكرات تروي حياتها من 12 يونيو 1942 حتى أخر مذكرة والتي كتبت بتاريخ 1أغسطس 1944 ، كانت آن تحلم أن تصبح ممثلة ، أحبت مشاهدة الأفلام، ولكن اليهود الهولنديين منعوا من دخول صالات السينما ابتداء من 8 يناير 1941 ،تتحدث فيها عن فقدان الامل ، والمعاناة من التحريض والعنصرية.
بعد إلقاء القبض على أنا فرانك وترحيلها هي وعائلتها إلى معتقل أوشفيتز في 4 أغسطس 1944، تم فصل النساء عن الرجال والأطفال ، أجبرت مع غيرها من النساء على التعري لتطهيرها، وحلق رأسها ووشمها برقم تعريف على ذراعها والتخلي عن ملابسهم واستبدالها بملابس السجناء وتسليم كل ما تحمله من أقراط وخواتم ، وبعد يوم، استخدمت النساء كالعبيد وأجبرت آنا فرانك على نقل الصخور وحفر لفائف من الأعشاب ؛ وفي الليل، وكانوا يحشرون في غرف مكتظة سيئة التهوية و يتقاسمون الطعام الرديء والخبز ، ويعانون من البرد ونقص الغطاءات ،توفيت آنا فرانك أوائل مارس 1945 بمعسكر الإعتقال بيرغين قبل بضعة أسابيع من تحرير القوات البريطانية للمعسكر في 15 أبريل 1945،والتي أحرقت المعسكر في محاولة لمنع انتشار المرض، وتم دفن آنا فرانك في مقبرة جماعية، غير معروف مكان وجودها بالضبط.
أحمد مناصرة طفل فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما من القدس كان قد أصيب بتاريخ 12/10/2015 برصاص الاحتلال تزامنا مع إستشهاد إبن عمه حسن مناصرة .. أثناء عودتهما من المدرسة بعد زعم الاحتلال بتنفيذهما عملية الطعن وهذا ما ينفيه الطفل أحمد مناصرة .
ما حدث مع احمد تم توثيقه بالصوت والصورة وأظهرت جنود الاحتلال وبعض المستوطنين وهم يقومون بملاحقة هذا الطفل في شوارع القدس ومن ثم دهسه وضربه بشكل متوحش وأصابته بجروح بالغة في الرأس وسط دعوات تطالب بإعدامه وشتمه بألفاظ نابية ورفض تقديم العلاج له .
أحمد ما زال يتصدر الأخبار والعناوين كان آخرها فيديو التحقيق القاسي بحقه وما إحتواه من عنف وضغط وإرهاب نفسي لينتزع منه اعترافا . كانت كلمة أحمد “مش متذكر” وبراءته حتى في توجيه سؤال لذلك المحقق بعد أن عرض عليه ما يتهم به “شو يعني ” هي أكبر دليل على انتهاك الطفولة وحقوق الإنسان والترهيب .. ما تعرضت له أنا فرانك و أحمد مناصرة هو جرائم تمثل وصمه عار على تاريخ العالم الذي ينادي بالحرية والكرامة والسلام، العالم الذي لا يحمي الأطفال كيف يتوقع أن يكون غده ، سنضحك على أنفسنا كثيرا أن كانت إجاباتنا الرفاهية والسلام ، فلا يمكن للقهر والعذاب إلا أن يولد الانتقام …
ماذا تتوقع من عالمين كانا حول آنا فرانك و أحمد مناصرة لا يوجد به إلا خيبات الأمل وفقدانه والحياة في زمن القهر ، وان تعي انك ضحية للعنصرية دون أن تستطيع أن تغير الواقع وان يتم معاداتك لجنسك ومعتقداتك الدينية ، آنا فرانك لأنها يهودية تم سجنها وقتلها و أحمد مناصرة لأنه فلسطيني لاحقه حقد المستوطنين الأعمى ..
70 عاما هو الفرق بين قصة آنا فرانك و أحمد مناصرة ، والعالم نفسه لا يلتفت إلى ضحاياه إلا ليخلد قصصهم ويتباكى عليهم … العالم كله تأثر بقصة آنا فرانك وتباكى عليها وسارع بنشر مذاكراتها التي بيعت منها ملايين النسخ تحت اسم ” يوميات فتاة شابة” مع أنه كان قادرا على وقف كل ما يحدث إلا أن الصراع والقوة كانت هي اللغة السائدة.
إسرائيل التي تتغنى وتدافع عن آنا فرانك وعن مليون طفل قضوا في الهولكست ، تستمر في التعامل مع الأطفال الفلسطينيين بنفس المنهجية التي يعايرون العالم أن أبنائهم عانوا منها … و كأنك تلمح في عيون تاريخهم عقدة يحاولون التخلص بألمها بحرمان الأطفال الفلسطينيين من الحقوق والحياة والتعليم .
في هذه المرة العالم يستطيع أن يكون اقل ما يقال أنسانا مع أحمد مناصرة يطالب الاحتلال بوقف هذه المحكمة التعسفية المتنافية مع أعراف حقوق الإنسان ليس لأحمد فقط بلا لملايين الأطفال حول العالم ممن يعانون مثله ..
أحمد لم يعد خبرا عاديا لان قضيته تدار بحرب جوانبها نفسية وإعلامية وقانونية ، بهدف الردع والتخويف من مصير أحمد ، على كل المستويات في متابعتها والانتباه لها ومعرفة كيفية الرد عليها بما لا يُحمل أحمد أي خسارة .. أحمد مناصرة سيبقى حاضرا في تاريخ العالم ، كطفل فلسطيني صغير حكايته انه تحدى السجان والمحقق وخرج بابتسامة صغيرة أضحكت ملايين الناس وطمأنتهم عليه ، بطفل لم يرضخ لصرخات وجنون المحقق وشتائم المستوطنين وكانت براءته هي العنوان والجواب . بالنهاية في فلسطين تسقط كل الاتفاقيات والقوانين والأعراف أمام عدالة غائبة لا يريد أحد في العالم أن يراها ، أمام الانتهاكات الإسرائيلية المتلاحقة الذي ما زال يصمت عنها ، ورغم ذلك يبقى الحصول على الحقوق الفلسطينية مطلب عادل وإنساني هو ما يجعل شعب بأكمله يصمد أكثر..
في الحروب والنزاعات يكون الأطفال والنساء من أكثر المتضررين من نواحي متعددة جسدية ونفسية تتطلب وقتا من الزمن لتمحى آثارها بشكل جزئي، هم من يقلبون الموازين بقصصهم وعذاباتهم وبموتهم المأساوي ويبقون علامة راسخة في تاريخ هذه النزاعات..
آنا فرانك وأحمد مناصرة طفلين من نفس العمر تشابها في المعاناة التي عاشاها .. أحمد مناصرة طفل فلسطيني وأنا فرانك هي طفلة يهودية.
توفيت آنّا فرانك في آذار/ مارس 1945 بحمّة التيفوس بمعسكر الإعتقال بيرغين كانت تبلغ من العمر وقتئذ 15 عاما ، تعتبر قصة آنا فرانك من أكثر القصص المؤثرة والحزينة لأنها تحدثت في مذكراتها التي توثق تجربتها في الاختباء خلال الاحتلال الألماني لهولندا في الحرب العالمية الثانية و بعض التغييرات التي جرت في ذاك و سجلت العديد من القيود التي كانت مفروضة على حياة السكان اليهود الهولنديين ،هذه المذكرات تروي حياتها من 12 يونيو 1942 حتى أخر مذكرة والتي كتبت بتاريخ 1أغسطس 1944 ، كانت آن تحلم أن تصبح ممثلة ، أحبت مشاهدة الأفلام، ولكن اليهود الهولنديين منعوا من دخول صالات السينما ابتداء من 8 يناير 1941 ،تتحدث فيها عن فقدان الامل ، والمعاناة من التحريض والعنصرية.
بعد إلقاء القبض على أنا فرانك وترحيلها هي وعائلتها إلى معتقل أوشفيتز في 4 أغسطس 1944، تم فصل النساء عن الرجال والأطفال ، أجبرت مع غيرها من النساء على التعري لتطهيرها، وحلق رأسها ووشمها برقم تعريف على ذراعها والتخلي عن ملابسهم واستبدالها بملابس السجناء وتسليم كل ما تحمله من أقراط وخواتم ، وبعد يوم، استخدمت النساء كالعبيد وأجبرت آنا فرانك على نقل الصخور وحفر لفائف من الأعشاب ؛ وفي الليل، وكانوا يحشرون في غرف مكتظة سيئة التهوية و يتقاسمون الطعام الرديء والخبز ، ويعانون من البرد ونقص الغطاءات ،توفيت آنا فرانك أوائل مارس 1945 بمعسكر الإعتقال بيرغين قبل بضعة أسابيع من تحرير القوات البريطانية للمعسكر في 15 أبريل 1945،والتي أحرقت المعسكر في محاولة لمنع انتشار المرض، وتم دفن آنا فرانك في مقبرة جماعية، غير معروف مكان وجودها بالضبط.
أحمد مناصرة طفل فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما من القدس كان قد أصيب بتاريخ 12/10/2015 برصاص الاحتلال تزامنا مع إستشهاد إبن عمه حسن مناصرة .. أثناء عودتهما من المدرسة بعد زعم الاحتلال بتنفيذهما عملية الطعن وهذا ما ينفيه الطفل أحمد مناصرة .
ما حدث مع احمد تم توثيقه بالصوت والصورة وأظهرت جنود الاحتلال وبعض المستوطنين وهم يقومون بملاحقة هذا الطفل في شوارع القدس ومن ثم دهسه وضربه بشكل متوحش وأصابته بجروح بالغة في الرأس وسط دعوات تطالب بإعدامه وشتمه بألفاظ نابية ورفض تقديم العلاج له .
أحمد ما زال يتصدر الأخبار والعناوين كان آخرها فيديو التحقيق القاسي بحقه وما إحتواه من عنف وضغط وإرهاب نفسي لينتزع منه اعترافا . كانت كلمة أحمد “مش متذكر” وبراءته حتى في توجيه سؤال لذلك المحقق بعد أن عرض عليه ما يتهم به “شو يعني ” هي أكبر دليل على انتهاك الطفولة وحقوق الإنسان والترهيب .. ما تعرضت له أنا فرانك و أحمد مناصرة هو جرائم تمثل وصمه عار على تاريخ العالم الذي ينادي بالحرية والكرامة والسلام، العالم الذي لا يحمي الأطفال كيف يتوقع أن يكون غده ، سنضحك على أنفسنا كثيرا أن كانت إجاباتنا الرفاهية والسلام ، فلا يمكن للقهر والعذاب إلا أن يولد الانتقام …
ماذا تتوقع من عالمين كانا حول آنا فرانك و أحمد مناصرة لا يوجد به إلا خيبات الأمل وفقدانه والحياة في زمن القهر ، وان تعي انك ضحية للعنصرية دون أن تستطيع أن تغير الواقع وان يتم معاداتك لجنسك ومعتقداتك الدينية ، آنا فرانك لأنها يهودية تم سجنها وقتلها و أحمد مناصرة لأنه فلسطيني لاحقه حقد المستوطنين الأعمى ..
70 عاما هو الفرق بين قصة آنا فرانك و أحمد مناصرة ، والعالم نفسه لا يلتفت إلى ضحاياه إلا ليخلد قصصهم ويتباكى عليهم … العالم كله تأثر بقصة آنا فرانك وتباكى عليها وسارع بنشر مذاكراتها التي بيعت منها ملايين النسخ تحت اسم ” يوميات فتاة شابة” مع أنه كان قادرا على وقف كل ما يحدث إلا أن الصراع والقوة كانت هي اللغة السائدة.
إسرائيل التي تتغنى وتدافع عن آنا فرانك وعن مليون طفل قضوا في الهولكست ، تستمر في التعامل مع الأطفال الفلسطينيين بنفس المنهجية التي يعايرون العالم أن أبنائهم عانوا منها … و كأنك تلمح في عيون تاريخهم عقدة يحاولون التخلص بألمها بحرمان الأطفال الفلسطينيين من الحقوق والحياة والتعليم .
في هذه المرة العالم يستطيع أن يكون اقل ما يقال أنسانا مع أحمد مناصرة يطالب الاحتلال بوقف هذه المحكمة التعسفية المتنافية مع أعراف حقوق الإنسان ليس لأحمد فقط بلا لملايين الأطفال حول العالم ممن يعانون مثله ..
أحمد لم يعد خبرا عاديا لان قضيته تدار بحرب جوانبها نفسية وإعلامية وقانونية ، بهدف الردع والتخويف من مصير أحمد ، على كل المستويات في متابعتها والانتباه لها ومعرفة كيفية الرد عليها بما لا يُحمل أحمد أي خسارة .. أحمد مناصرة سيبقى حاضرا في تاريخ العالم ، كطفل فلسطيني صغير حكايته انه تحدى السجان والمحقق وخرج بابتسامة صغيرة أضحكت ملايين الناس وطمأنتهم عليه ، بطفل لم يرضخ لصرخات وجنون المحقق وشتائم المستوطنين وكانت براءته هي العنوان والجواب . بالنهاية في فلسطين تسقط كل الاتفاقيات والقوانين والأعراف أمام عدالة غائبة لا يريد أحد في العالم أن يراها ، أمام الانتهاكات الإسرائيلية المتلاحقة الذي ما زال يصمت عنها ، ورغم ذلك يبقى الحصول على الحقوق الفلسطينية مطلب عادل وإنساني هو ما يجعل شعب بأكمله يصمد أكثر..