04‏/11‏/2014

ما هي الطريقة التي قتل بها ياسر عرفات؟؟ القصة الكاملة لاغتيال ياسر عرفات

نشرت من طرف : Unknown  |  في  3:38 ص


بقلم : د . سمير محمود قديح 
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية.
 
ياسر عرفات قتل من خلال وضع السم له في الطعام، وأن هذا السم هو سم غريب يدخل ويقتل من خلال مسام التذوق في اللسان ويأخذ ما بين 8 أشهر إلى عام حتى يقتل ضحيته. أي أن مفعول هذا السم بطيء ويعمل على تعطيل كافة أجزاء الجسم الداخلية وآلياته واحدة تلو الأخرى حتى يصل إلى الدماغ ومن ثم يقتل ضحيته '.
تشكل الذكرى لوفاة ياسر عرفات، رئيس السلطة
لفلسطينية الراحل، مناسبة للفلسطينيين، لطرح أسباب وفاته المشكوك فيها للبحث من جديد. ويسود اعتقاد واسع لدى الفلسطينيين، بان زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة على مدى 40 عاما مات مسموما. ورغم مرور عدة أعوام على وفاة عرفات، في مشفى بيرسي العسكري الفرنسي، إلا أن تحقيقا جديا في أسباب وفاته لم يجر مما خلق اتهامات متبادلة تناقلتها وسائل الإعلام والتي تسعى إلى خلق فتنة . والحقيقة واضحة وضوح الشمس ، فإسرائيل لديها تجربة كبيرة في عمليات الاغتيال عن طريق السم ، وقد أوضح ذلك بسام أبو شريف، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حينما اتهم إسرائيل بقتل عرفات 
عمدا عن طريق إدخال السم إلى جسده بنفس الطريقة التي قتلت بها د. وديع حداد في ألمانيا الشرقية عام 1978.

وقال إنه حذر الرئيس الفلسطيني الراحل أكثر من مرة من أن لحظة اغتياله قد اقتربت وفقا لتطورات الأحداث، ووفقا لما جاء على لسان الإسرائيليين، و في الأخبار أو في التحليلات الأمريكية التي أشارت إلى هذا الاحتمال، والتي أكدت أن إسرائيل قررت اغتياله بطريقة لا يتم فيها توجيه أصابع الاتهام لها من أحد.

وأكد أبو شريف أن ياسر عرفات قتل من خلال وضع السم له في الطعام، وأن هذا السم هو ‘سم غريب يدخل ويقتل من خلال مسام التذوق في اللسان ويأخذ ما بين 8 أشهر إلى عام حتى يقتل ضحيته. أي أن مفعول هذا السم بطيء ويعمل على تعطيل كافة أجزاء الجسم الداخلية وآلياته واحدة تلو الأخرى حتى يصل إلى الدماغ ومن ثم يقتل ضحيته’.

وأكد أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يعرف جيدا هو وأطباؤه الثلاثة أن ياسر عرفات مات مسموما، إلا أنه لم يفصح عن ذلك من أجل المصلحة الفلسطينية حسب ادعائه. وأبدى أبو شريف في الوقت ذاته استعداده لرفع قضية في حال وجدت جهة تتبنى دعوته ضد أرييل شارون وشاؤول موفاز بتهمة القتل المتعمد لعرفات.
- محاولات متعددة لاغتيال عرفات .

قال أبو شريف إن إسرائيل أرادت طوال الوقت، ومنذ بداية الثورة الفلسطينية تصفية ياسر عرفات حتى عندما كان خارج الوطن. ومن خلال محاولات عديدة، من ضمنها محاولة استخدام السم لقتله، إضافة إلى الغارات الجوية والمتفجرات وكافة أشكال المحاولات لاغتياله.

ولكن، وحسب أبو شريف، عندما عاد أبو عمار إلى فلسطين عقد اتفاقا واضحا جدا مع الإسرائيليين حول ‘بند الملاحقة ‘. وبحسب الاتفاق، تتوقف إسرائيل عن ملاحقة ليس فقط أبو عمار، بل العديد من القيادات والكوادر الذين كانت تضعهم على لوائح الاغتيال، ‘وبذلك انتهى السيف المصلت على رقاب بعض القادة’ حسب تعبيره.

إلا أن مجيء شارون وشغله منصب رئيس الوزراء عام 2000 غيّر الأحوال وألغى كافة الاتفاقيات ‘لأن هذا الرجل لا يحترم الاتفاقات ولا يعتبر أن هناك شيئا مقدسا في العالم’.

وأكد ن المحاولات الجدية لاغتيال أبو عمار بدأت فعليا منذ أن بدأت إسرائيل بإعادة احتلال الضفة الغربية بعد أن أصبح شارون رئيسا للوزراء عام 2000 وتلك المحاولات الجدية لاغتياله بدأت من خلال القصف المباشر من الدبابات والطائرات لمقره في المقاطعة في رام الله.

ولكن وحسب أبو شريف، خجلت بعض الدول العربية كما خشيت من محاولات قتل ياسر عرفات بالتدمير المباشر، لأنها بذلك ستصبح متهمة بالموافقة على قتله بل بالتعاون أيضا. ما دفعها إلى التحدث مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي طلب بدوره من شارون عدم المساس بياسر عرفات جسديا.

وتابع أبو شريف أن معلومات أكيدة وصلت له من بعض المقربين تقول إن شارون طرح وعده للرئيس بوش بعدم المساس بعرفات جسديا على الحكومة المصغرة التي تسمى ‘ المطبخ الإسرائيلي’ وأنه عندما خرج من هذا الاجتماع كان يسير إلى جانبه موفاز.

وقال شارون لموفاز ‘لقد ضيعنا فرصة ثمينة، للمرة الثانية بنجاة عرفات من قبضتنا’ إلا أن الأخير أجابه ‘ الفرصة لم تضع بعد ومازال لدينا إمكانية فأنت أعطيت وعدا لبوش بأن اسرائيل لن يكون لها علاقة بقتل عرفات…عرفات سينتهي ولن يستطيع أن يتهم أحد اسرائيل’، فرد عليه شارون ‘إفعل ولا علاقة لإسرائيل’.

وأكد أبو شريف أن هذا الحديث نقل له حرفيا، كما نقل له ندم شارون على إعطائه وعدا لبوش بالتوقف عن ملاحقة عرفات. مشيرا إلى أن اسرائيل كانت معنية جدا بالتخلص من أبو عمار لأنه كان يشكل بالنسبة لهم عقبة في وجه مخططهم الذي لا يريد أن تقام دولة فلسطينية ذات سيادة، بل يريد دولة هيكلا تكون شرطيا ينوب عن الاسرائيلييين المحتلين في حكم الفلسطينيين لهم نيابة عنهم.

وقال أبو شريف ‘أصبحت متأكدا من أن اغتيال أبو عمار سيتم من خلال إدخال السم في جسده من خلال يد لا يعتبرها أبو عمار من الطرف الآخر. ما دفعني لتحذيره أكثر من مرة ووجهت له رسالة مكتوبة وتحدثت معه بأنني على يقين أن هناك قرارات، وستبدأ المحاولات باغتياله. ورجحت له أن يكون اغتياله من خلال السم حتى لا يستطيع أحد أن يشير بأصابع الاتهام إلى إسرائيل’.

وأضاف أبو شريف أنه وفي آخر زيارة قام بها من أجل تحذير أبو عمار قال له بالحرف الواحد ‘حسب ما أرى في التطور السياسي، الاغتيال اقترب. أرجوك كل الرجاء..أنت لست ملك نفسك بل ملك الشعب الفلسطيني وملك التاريخ..لا تشرب من زجاجة ماء لا تعرف مصدرها ولا تأكل من أي مكان – حتى من مطبخك- من غير أن تعرف المواد الموجودة فيه ومن الذي طبخها’.

- شيراك يعرف كيف مات عرفات .

وحول اتهامه للرئيس الفرنسي جاك شيراك بأنه يعرف السبب الحقيقي لموت عرفات، قال أبو شريف إنه لم يتهم شيراك لا بالتآمر ولا بالمشاركة بقتل عرفات ولا بلعب دور سلبي ضد الفلسطينيين، إلا أن شيراك يعلم، هو وأطباؤه الفرنسيون السبب الحقيقي لموت عرفات، وبأنه مات مسموما. وأن ما أعلن عنه في التقرير الطبي هو ‘علامات الموت وليس سبب تلك العلامات’.

فقد أعلن أن عرفات مات بسبب توقف دماغه وأجزائه الداخلية وقلبه عن العمل فيما لم يعلن لماذا توقفت تلك الأجهزة عن عملها؟ ‘وهذا ما يعرفه شيراك وأطباؤه كما أعرفه أنا’ حسب قوله.

وقال إنه من الطبيعي ألا يفصح شيراك عن السبب الحقيقي لموت عرفات، فهو رئيس دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن وعضو في اللجنة الرباعية ومهتم بالدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، وما يعنيه هو استمرار عملية السلام لأن موضوع الشرق الأوسط بالنسبة له وبالنسبة لدول أخرى ‘هو موضوع سلام وليس موضوع أفراد’. وموت ياسر عرفات يجب ألا يوقف عملية السلام، فيما الإفصاح عن السبب الحقيقي لموته سيحفز العشرات من الفلسطينيين للقيام بعمليات، ربما تكون انتحارية داخل اسرائيل ما سيؤدي إلى تدمير عملية السلام حسب اعتقاده.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هناك شخصيات فلسطينية لها علاقة بمقتل ياسر عرفات وإن كانت لا زالت فاعلة في الساحة السياسية الفلسطينية، قال أبو شريف إنه لم يشر في موضوع اغتيال أبو عمار إلى اسم أي فلسطيني أو جهة فلسطينية باغتياله، وإنما أشار بالاسم إلى شارون وموفاز.

إلا أنه عاد ليؤكد أنه وجه رسائل عديدة للرئيس الراحل ياسر عرفات ذكر بها أسماء شخصيات فلسطينية تتعلق بالفساد وقلة المسؤولية وعدم الكفاءة في محاولة منه لحماية المؤسسات الفلسطينية من بعض الأشخاص الذين لم يعملوا من أجل خدمة المصلحة الوطنية العليا.

- تفاصيل الاغتيال :

- قبيل نقل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للعلاج

في مستشفي بيرسي العسكري في فرنسا، لفت مصدر طبي من المشرفين علي علاجه الاهتمام حين قال: ‘إن الصفائح الدموية في جسم أبو عمار تتناقص لسبب غير معروف’.. وحدد ثلاثة احتمالات متوقعة من وراء هذا التناقص.. وهي: ‘إما الإصابة بالسرطان، والتي نفتها التحليلات الطبية اللاحقة.. وإما الالتهابات، وهي لا تسبب موتا مفاجئا.. وإما التسمم’.كان طرح هذا الرأي.. واستخلاص هذا الاستنتاج يشير إلي السجل الحافل للموساد الإسرائيلي في ممارسة هذا النوع من عمليات الاغتيال.. والتي ثبت تورط الموساد في تنفيذ بعضها بشكل قاطع حين تعرض خالد مشعل لمحاولة اغتيال في الأردن قبيل عدة سنوات بعد حقنه بمادة سامة في الأذن في أحد شوارع العاصمة الأردنية ‘عمان’.لقد جرت وقائع محاولة اغتيال مشعل عبر مخطط دقيق أعده الموساد الإسرائيلي.. بحيث تتم عملية الاغتيال من خلال اشعال ‘شجار عابر’.. يتم خلاله حقن خالد مشعل، علي أن يموت بعد ذلك بفترة يبدو معها موته طبيعيا.. ولكن يبدو أن الموساد الذي خطط ورتب للعملية لم يتوقع أن تتعرض عمليته لانتكاسة تكشف دوره في تنفيذها.يومها تمكن الحارس الشخصي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس من ضبط عميلي الموساد اللذين كلفا بتنفيذ العملية.. وتدخل العاهل الأردني الراحل الملك حسين لإرغام الحكومة الصهيونية على تقديم المصل المضاد للسم الذي طعن به مشعل.. مما نجم عنه أن أفاق من غيبوبته، ثم عاد مجددا بعد أن كتبت له الحياة.هكذا يحمل السجل الحافل للموساد الإسرائيلي قديمه وحديثه عمليات من هذا القبيل.. مثلما أشار إلي ذلك بسام أبو شريف المستشار السابق لياسر عرفات، حين أدلي بتصريحات اتهم فيها إسرائيل باغتيال عرفات بالسم، وشبٌه ما تعرض له عرفات بعملية الاغتيال التي سبق أن نفذت بحق الشهيد الفلسطيني وديع حداد.. موضحا أنه سبق أن حذر عرفات من محاولة لاغتياله بالسم في خطاب سبق أن أرسله إليه قبيل عدة أشهر.وإذا كان بسام أبو شريف قد حذر عرفات من محاولة إسرائيلية متعمدة لتسميمه.. فإن ما تسرب من معلومات ان هناك خطة اسرائيلية لاغتيال عرفات بالسم، أو ما تم كشفه من تفاصيل أخري حول ما جري لعرفات من عملية تسميم كان بمثابة ‘الحجر’ الذي حرك البحيرة الراكدة، ودفع بكافة الجهات إلي التحرك بعد أن فتح عيون الجميع علي اللغز الغائب في تدهور صحة عرفات، الأمر الذي دفع بالقيادات الفلسطينية إلي اتهام إسرائيل صراحة باغتيال عرفات بالسم، ودفع بالقيادة الفلسطينية لأن تشكل وفدا يتوجه إلي فرنسا، وفريق عمل يبحث في كل الاتجاهات للكشف عن حقيقة الأسباب التي أدت لوفاة عرفات ‘الغامضة’.لقد أدلي مقربون من عرفات في لحظاته الأخيرة بتصريحات مثيرة تكشف حقيقة وأسباب وفاته.. فلقد أشارت ليلي شهيد رئيس البعثة الفلسطينية في باريس إلي أن أمر تسميم عرفات احتمال قائم.. وقالت إن من المحتمل تماما أن يكونوا الإسرائيليون قد سمموه فيما اضطر الدكتور أشرف الكردي الطبيب الخاص لعرفات إلي التشكيك، مشيرا إلي امكانية أن تكون وفاته ناتجة عن عملية تسميم تمت له باستخدام سم بطيء التأثير، وهو ما دفع اتحاد الأطباء العرب إلي الاتصال والذي أكد شكوكه.. وأشار إلي عدد من الدلالات في هذا الشأن، ومنها عملية الاقصاء المتعمدة التي تعرض لها منذ لحظة اتخاذ القرار بنقل عرفات للعلاج في باريس وحتي إعلان وفاته.. علي الرغم من إلمامه بالتاريخ المرضي للرئيس كونه طبيبه الخاص منذ ما يزيد علي عشر سنوات.وفي ضوء هذه الدلائل والشكوك.. قرر اتحاد الأطباء العرب بدوره تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الوفاة، وصولا إلي اصدار تقرير طبي نهائي عن طبيعة الوفاة والظروف التي صاحبتها.

لقد شرعت بعض الأجهزة الفلسطينية في إجراء تحقيقات سرية مع بعض المحيطين بعرفات، والذين كانوا يشرفون علي حياته اليومية من مأكل ومشرب، وتلقي رسائل بريدية لمعرفة كيفية وصول السم إلي جسد عرفات.وهنا تشير المعلومات إلي أن عرفات مات قبل أن يتم الإعلان عن وفاته رسميا بعدة أيام، وأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان أول من عرف بوفاته بعد أن أبلغه كبير الأطباء في مستشفي بيرسي بذلك.كانت وجهة نظر الرئيس الفرنسي شيراك هي أن يتم فورا الإعلان عن وفاة عرفات، إلا أنه عندما سأل أطباءه عن السبب الرئيسي في وفاته.. فإن الأطباء الفرنسيين أجزموا في تقرير سري أرسلوه إلي شيراك بأن المرض الذي يعاني منه غير محدد بالدقة، وأنه يعاني من تسمم بطيء غير معروف، وأن السم الذي قتل به عرفات هو من الأنواع غير المتداولة في العالم، وأنه يحوي ‘خلطة سحرية’ تحمل السم ونقيضه في آن واحد.. فهي تحمل السم الذي يمكن أن يعطل الأجهزة ويحمل في ذاته العناصر الدوائية التي يمكن أن تنفي السم في حال الكشف علي هذه الأجهزة، وأن هذا السم لابد أن يكون قد تم اختراعه أو تجهيزه بعد المرور بالعديد من التجارب، وأنه أخذ حيزا كبيرا من الوقت حتي تم التوصل إلي معادلة التركيب القاتلة، والتي تنفي في النهاية إصابته بالسم.
ووفق التقارير المتوافرة فإن الملامح الأولي بعد نقل الرئيس الفلسطيني الراحل إلي باريس كانت تشير إلي أن جسد عرفات به العديد من البقع الحمراء التي لا تلبث أن تظهر، حتي تختفي.. الأمر الذي حدا بأحد الأطباء الفرنسيين للإشارة إلي أن ذلك هو الخطأ الوحيد في تلك الخلطة السحرية من السم.. فمعادلة التركيب لعناصر السم الكيميائية لم تصل في الدقة المتناهية إلي الحد الذي لا يظهر هذه البقع الحمراء علي الجلد، وفي مناطق معينة.. وأرجع أحد الأطباء ذلك إلي أن أجساد الحيوانات التي أجريت عليها تجارب هذا السم، وخاصة (الفئران) تختلف عن الجسد البشري، الذي يكون أكثر حساسية لهذه الخلطة السحرية، والتي لا تبدو لها أية آثار علي الفئران أو غيرها، مما جعل البقع الحمراء تختفي، وهذا ما خدع القائمين علي أمر هذه الخلطة السحرية للسم.وهنا يبدو السؤال المهم هو عما إذا كانت هذه البقع الحمراء التي ظهرت علي جسد عرفات هي وحدها التي تنبئ وتؤكد أن عرفات كان مسموما.في هذا تؤكد التقارير الطبية أن التشخيص الطبي ربط بين ظهور هذه البقع، وبين حرارة داخلية في جسد عرفات، وأنه إذا ما تم علاج هذه الحرارة الداخلية، فإن البقع الحمراء ستزول.. وهذا ما حدث.. فبعد أن حصل عرفات علي المسكنات والمضادات الكافية للتعامل مع الحرارة الداخلية في جسده، فقد لوحظ زوال البقع الحمراء.. وكان هذا وحده كافيا للتأكيد علي ربط البقع الحمراء بالحرارة الداخلية لجسده.. إلا أنه وبعد يوم من وصول الحرارة الداخلية لجسده لمعدلاتها الطبيعية انتشرت مرة أخري هذه البقع الحمراء، الأمر الذي أدي إلي حيرة الأطباء، خاصة أن تكسير الصفائح الدموية لا يرتبط بهذا المرض.. فأشار بعضهم إلي أن عرفات يعاني من مرض جلدي.. وبدأت رحلة البحث في هذا الاتجاه، إلا أنه، وخلال رحلة البحث تلك ظهر ‘ازرقاق’ في بعض أجزاء الجسد، وزرقة الجسد في بعض المناطق ارتبطت في الوقت ذاته باختفاء البقع الحمراء.في ضوء ذلك.. رأي الأطباء أن يوقفوا بحثهم عن البقع الحمراء، ويبحثوا عن تفسير لزرقة الجسد في بعض المناطق، وقد أشار التشخيص الطبي الذي تم إلي أن الدم لا يصل إلي هذه المناطق.. الأمر الذي حدا بالأطباء المعالجين إلي تزويد عرفات بدم نقي، وبكميات متناسبة حتي يتم اختفاء هذه الزرقة.. حيث بدأت بالفعل زرقة الجسد تختفي لعدة ساعات، إلا أنها سرعان ما عادت للظهور بدرجة أكبر عما كانت عليه في اليوم السابق.أحد الأطباء الذين شاركوا في التشخيص الطبي أكد أن لا علاقة للدم بهذه الزرقة، وأن ما حدث يرجع إلي سبب خارجي وطارئ علي الجسم وأن هذا السبب الخارجي والطارئ إنما يكمن في أن الجسم ‘تزود’ بمادة غير مألوفة وأن هذه المادة قاتلة، ولكن في حالة عرفات، فقد تم تزويده بكمية من هذه المادة حتي تقتله تدريجيا وببطء دون أن تترك أثرا في جسده.هل يمكن للجسم أن يطهر نفسه من هذه المادة السامة بعد فترة؟.. كان هذا أحد الأسئلة المحورية التي انشغل بها بعض الأطباء المعالجين لفترة.. ولكن في حالة عرفات فإن هذه المادة السامة بدأت تتطهر من الجسد بعد أن وصلت إلي الحد الذي أعيت معه كل الأجهزة، وأصبحت غير قادرة علي العمل، وأن عودتها للجسم أصبح في شبه المستحيل.إذن هي مادة سامة لا تظهر في الدم إلا نادرا، ولكن مناطق تمركزها الرئيسية تكون في النخاع الشوكي تارة والمخ تارة أخري والمفاصل تارة ثالثة.. وأنها في أحيان أخري تترك هذه المناطق لتعود إلي الدم.وكما قال أحد الأطباء: إنه شيء محير، وأن الذين أقدموا علي ذلك يعلمون جيدا.. ماذا يفعلون.. وأن العلاج الوحيد لعرفات لابد أن يكون من خلالهم.وفي هذا تشير المعلومات إلي أن أحد الأطباء الذي أكد أن حالة التسمم واضحة وظاهرة، وطالب بعدم الخوض في أية تفصيلات أخري.. تم استبعاده تماما من الطاقم الطبي المعالج لعرفات: لأنه اقترح صراحة أن تتم مخاطبة إسرائيل، وأن يتم إرسال تقرير طبي إليها يؤكد صراحة أن الأطباء توصلوا إلي النتيجة النهائية بأن عرفات تم تسميمه بنوعيات من التركيبات الكيميائية الشاقة، وأنه لابد من إرسال أطباء إسرائيليين يحملون معهم تركيبة المعادلة الكيميائية التي توقف أثر هذه المعادلة السامة.كان التقدير السياسي أن ذلك لابد أن يثير زوبعة في العلاقات الفرنسية – الإسرائيلية، كما أن اليهود الفرنسيين الذين ينتشرون بأعداد كبيرة لن يقبلوا بذلك.. إضافة إلي أن الإعلان عن ذلك حتي ولو سارت الأمور بشكل سري.. فإن التسريب الإعلامي يمكن أن يكون قائما.. وكل ذلك من شأنه بحسب التقدير الفرنسي السياسي لابد أن يؤدي إلي موجة من العمليات ‘الإرهابية’ الكبري ضد إسرائيل، سواء من الفلسطينيين أو العرب، كما أنه سيشجع علي حالة من عدم الاستقرار السياسي في البلاد العربية، الأمر الذي قد يترتب عليه الإغلاق النهائي لملف التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. بل إن الإعلان عن ذلك صراحة قد يعني الوصول إلي الطريق المسدود.. ليس في العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية فحسب، بل وفي العلاقات العربية- الإسرائيلية بشكل عام.وفق المعلومات فإن هذا التقدير السياسي يعبر في الجزء الرئيسي منه وفي إطاره العام عن وجهة نظر أمريكية، لأن السفارة الأمريكية بباريس كانت أول من تنامي إلي علمها أعراض التسمم غير الظاهرة علي جسد عرفات، وأن هذه المادة لا يقوي علي انتاجها سوي ‘إسرائيل’ بالنظر لما لديها من مختبرات علمية وتكنولوجية وأطباء علي درجة عالية من التخصص الكيميائي، خاصة أن فرنسا كانت لديها معلومات سابقة عن أن إسرائيل توصلت إلي إنتاج أنواع جديدة من السموم التي ستمثل طفرة وبداية مرحلة جديد في التركيب الكيميائي للسموم.. بل إن بعض البرامج الطبية الفرنسية طلبت من إسرائيل الاطلاع علي الدراسات الحديثة المعدة في هذا الصدد، وأن بعض الأطباء الإسرائيليين الذين يرغبون في تسويق هذه التركيبات الجديدة من أجل جني ملايين الدولارات أرسل لبعض البرامج الفرنسية بالتقارير الهامة التي لا تكشف أسرار هذه التركيبات الجديدة، ولكنها تؤكد صحة الوصول إليها.وقد تبين من التقارير الإسرائيلية العامة حقيقة مهمة يجب أخذها في الاعتبار وهي أن هذا البرنامج الجديد يخضع لإشراف شارون، وأنه أمر بهذا البرنامج منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأن هذا البرنامج والذي بدأ ب (20) متخصصا فقط، تجاوز عدد العاملين فيه حاليا ال (900) متخصص.ووفق التقارير الإسرائيلية ذاتها فإن هذا البرنامج وصل إلي نتائج في غاية الأهمية، وتمثل اكتشافات علمية قوية، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها حتي الآن.. لأن الإعلان هو من اختصاص شارون وحده، وأن هذا البرنامج مازال مستمرا حتي الآن.. فهل كان عرفات ضحية هذا البرنامج؟هذه المعلومات وغيرها كانت أمام السفارة الأمريكية في باريس والتي كانت تلقت توجيها مباشرا من الرئيس بوش بضرورة متابعة أوضاع عرفات الصحية بدقة، وأولا بأول، وأن يتم إجراء اتصالات مباشرة مع الأطباء المعالجين، ورصد مبالغ مالية من أجل الحصول علي التقارير الطبية، أو مكافأة الأطباء الذين يدلون بأية تفاصيل عن مرض عرفات.. بل إن بوش في توجيهه المباشر للسفارة الأمريكية بباريس طلب منهم أن يعتبروا قضية مرض عرفات وموته هي القضية الأساسية لعملهم.المهم أن الأعراض الطبية التي تحدثت عن البقع الحمراء أو زرقة الجلد تم تسريبها من الأمريكان بالأساس، ثم أكد عليها بعض القادة الفلسطينيين.. ولما رأت السفارة الأمريكية في باريس أن الاتجاه الطبي في فرنسا يدعو إلي الإعلان عن حالة التسمم طلبت التدخل الرئاسي المباشر أو تدخل وزير الخارجية.وفي هذا تشير المعلومات إلي أن اتصالات أمريكية – فرنسية قد جرت بالفعل. ووفق هذه المعلومات فقد رفض وزير الخارجية الأمريكي المستقيل كولن باول إجراء أية اتصالات مع الجانب الفرنسي لإلزامه بموقف ما، معربا عن تأييده لوجهة النظر التي تقول بأن تعلن فرنسا عن التقرير الطبي الذي توصلت إليه، وأنه إذا ثبت أن إسرائيل هي التي ارتكبت هذا العمل فعليها أن تتحمل نتيجة عملها.. وأبلغ باول كونداليزا رايس التي خلفته في منصبه والتي كانت قد نقلت إليه التوجيه الرئاسي من بوش بأن يجري اتصالاته مع الجانب الفرنسي من أجل عدم الإعلان عن التقرير الطبي الذي سيؤكد أن عرفات تناول جرعة من مادة سامة غير معروفة أدت إلي مرضه.. وأكد أن الحقيقة مهما تأجل إعلانها أو تم إخفاؤها فلابد أن تتضح يوما، معتبرا أن التدخل الأمريكي في هذه المرحلة قد يحيلها في المستقبل إلي شريك لإسرائيل في تنفيذ هذه العملية.إزاء ذلك راحت كونداليزا رايس تجري الاتصالات بنفسها مع المسئولين الفرنسيين ونقلت العديد من التحذيرات الأمريكية المرتبطة بسوء الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط واستفحال العمليات الإرهابية حيث أجرت تلك الاتصالات علي عدة مراحل ومع مستويات مختلفة من الفرنسيين وجند جهاز الأمن القومي الأمريكي الذي كانت تترأسه كل إمكانياته وأدوات تأثيره من أجل عدم إعلان أي تقارير طبية عن حالة عرفات الصحية، 

وهو ما أدي إلي مزيد من الخلافات بين رايس وباول من جهة وباول وبوش من جهة أخري.وفي هذا تشير المعلومات إلي أن هذا الخلاف قد مثل أحد الجوانب التي عجلت باستقالة باول من وزارة الخارجية الأمريكية والتي كانت مقررة في يناير المقبل، كما أن نجاح رايس في اتصالاتها مع الجانب الفرنسي هو الذي مهد لها تولي حقيبة الخارجية.بالنسبة للحالة الصحية التي مر بها الرئيس عرفات قبل وفاته ووفقا لبعض التقارير المسربة فإن حالة الزرقة عندما عادت من جديد إلي جسد عرفات كان يصاحبها بعض التورم الخفيف كما ارتبطت في بعض الأحيان بظهور ‘البقع الحمراء’ التي كانت لا تجتمع في البداية مع أعراض الزرقة.. كما لوحظ أن وجه عرفات كان بعيدا عن ذلك.. ولما اختلطت ‘البقع الحمراء’ بزرقة الجلد تأكد للأطباء والمعالجين أن الأمر لا يتعلق بمرض جلدي وإنما يستدعي إجراء المزيد من التحليلات الطبية ومعرفة كل التفاصيل المرتبطة بالأمراض السابقة.. ولذلك كان الاتجاه هو أن يتم الطلب من أطبائه العرب الحصول علي نتائج العينات السابقة لمعدته وكذلك أنواع تحليلات الدم السابقة لعلها تكون هي الأساس في كشف هذا اللغز الذي ارتبط بانتقال عرفات من مراحل مرضية إلي مراحل مرضية أخري وبسرعة غير مسبوقة.. ولم تحدث في تاريخ الأمراض السابقة.إزاء ذلك تقرر فرض المزيد من الحصار الطبي الشديد علي حالة عرفات، وتزامن ذلك مع انتقال عرفات من مرحلة غيبوبة إلي مرحلة غيبوبة أعمق، خاصة أن الصفائح الدموية لم تعد المضادات الحيوية أو أية أدوية أخري توقف تكسيرها. وهو الأمر الذي تأكد معه الأطباء أن عرفات دخل بالفعل مرحلة الموت.. إلا أنه مع هذه التداعيات السريعة وعدم القدرة الطبية علي السيطرة علي حجم أو توازن الصفائح الدموية فإن الجسم بدأ أيضا يرفض الاستفادة من المغذيات الدوائية مثل الجلوكوز أو غيره وأصبحت هذه المغذيات وكأنها تمر في عدد من الأنابيب الفارغة في داخل الجسم، الأمر الذي أدي إلي تناقص سريع في جسد عرفات حتي أن وزنه نقص بأكثر من عشرين كيلو جراما.. وكان هذا إيذانا بتعطل تام لعمل الجهاز الهضمي وهو ما أكدته تقارير طبية أخري من أن نوعية المادة السامة التي دخلت جسد عرفات وإن كانت تتعامل في البداية مع الصفائح الدموية إلا أن أكثر الأجهزة في التأثير علي عملها هو الجهاز الهضمي الذي يقف عن العمل وعدم القدرة علي القيام بأية وظائف، وأن آخر الأجهزة التي يؤثر عليها هذا ‘المركب السام’ هو الجهاز التنفسي.ويبدو أن ذلك مقصود في حد ذاته من أجل أن يشعر المريض بالمزيد من الآلام.. ولو كانت هناك قدرة علي إصابة الجهاز التنفسي أو لا لكان من الممكن أن يتم وقف التنفس والتأثير علي القلب مباشرة.بعد ذلك وعندما وصلت العينات ونتائج التحاليل السابقة لعرفات من أطبائه العرب كان التشخيص الطبي هو أنه لا توجد أي مسببات مرضية سابقة يمكن أن تؤدي إلي هذا التدهور السريع في صحة عرفات، وأن كل المسببات المرضية السابقة تم التعامل معها باحتراف ومهنية عالية كما أن الأدوية التي كان يحصل عليها عرفات تعد متناسبة ومتوافقة مع الحالات المرضية التي كان يمر بها.ولكن كان السؤال ومازال ملحا: كيف وصل السم إلي جسد عرفات؟ وما هي بداية هذه المرحلة الفعلية التي تناول فيها هذا السم؟.. وكان ذلك من الأسئلة التي يصعب الإجابة عليها لأن التشخيص الطبي ذاته كان يتعامل مع الحالة بأكثر من سبب مرضي.. إلا أنه تم استبعاد الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلي هذه الحالة من الهذيان والضعف وكذلك انخفاض وزن الجسم بهذه الصورة الكبيرة.. التقارير الطبية أشارت إلي احتمال دخول السم إلي الجسد إما من خلال الأكل، وإما أن يكون قد تم وضعه في أحد الأدوية التي يتعاطاها عرفات لأن هذين الاحتمالين هما الأكثر تسببا في إصابة الصفائح الدموية بهذا التكسير والتحطيم المتتالي.. كما أن التقارير الطبية أشارت إلي أن هذه الإصابة تعود إلي فترة طويلة مضت لأن القائمين علي ابتكار هذا النوع من المادة السامة لابد أن يكونوا فكروا في فترة خمول كافية يتمكن فيها هذا ‘المركب السام’ من أجهزة الجسم ولا يبدأ في الظهور إلا بعد أن يكون قد أنجز العديد من المهام المرتبطة بشل وظائف أجهزة الجسم عن العمل، وأن فترة الخمول الكافية لهذه التداعيات السريعة قد تزيد علي الشهرين أو الثلاثة.. وأن هذا المركب يشبه في تغلغله داخل الجسم مرض السرطان الذي يبدأ في فترة خمول غير مرئية ثم يبدأ بعد ذلك في النضوج وشل وظائف الجسم.لقد أكدت التقارير الطبية أن التعامل مع هذا المركب الطارئ علي الجسم كان سيكون أكثر يسرا وسهولة وهو في فترة الخمول حيث إنه كان من الممكن القضاء عليه في مرحلة ضعفه من خلال المضادات اللازمة أو تقوية كرات الدم البيضاء وأن الذي أدي إلي نجاح هذا المركب هو عدم التعامل الطبي مع جسد عرفات في فترة خمول المركب، وأنه حتي لو تم التعامل فإن التشخيص لن يكون صحيحا.جملة هذه الملابسات كانت وراء علامات الاستفهام التي طرحها الدكتور أشرف الكردي الطبيب الخاص لعرفات الذي أكد أن هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها التأخير عن إبلاغه بحالة عرفات الصحية وعدم استدعائه وهذا هو أحد الأسئلة المهمة التي قد تكشفها التحقيقات الجارية وتصل من خلالها إلي إجابات مقنعة.لقد أشارت التقارير الطبية إلي أن أول ظهور علني لهذا المركب وكان إيذانا في ذات الوقت بأنه قد انتهت فترة خموله: هو حالة الإنفلونزا الأولية التي صاحبت عرفات وأنه كان من المفترض مع حالة الانفلونزا الأولية أن يتم الكشف بعمل أشعة علي مخ عرفات.. في هذه الحالة كان سيتم اكتشاف أن مخ عرفات في حالة تهيج وأن بعض الشعيرات الدموية بدأت تميل إلي التورم الخفيف، وكأن الشعيرات أصبحت لا تقوي علي احتمال مرور الدم بداخلها، وهو الذي أدي مؤخرا إلي حدوث نزيف في المخ.. وكان عرض نزيف المخ هو آخر الأعراض المرتبطة بتغلغل وانتشار المرض داخل جسد عرفات وكانت هذه المرحلة هي الإيذان الحقيقي بموت عرفات.فقد أشارت التقارير الطبية إلي أن الكشف عن حقيقة ما أصاب عرفات كان يستلزم تشريح جثته طبيا للتعرف علي المعالم الحقيقية والتفاصيل النهائية لهذا المركب الطارئ الذي أصاب جسده.. وعلي الرغم من أن الأطباء حاولوا التعرف علي ذلك قبل موته إلا أنه لم يتسن لهم ذلك لأن المركب الطارئ في جسد عرفات قد وصل إلي عنفوانه وقوته وشراسته غير المعهودة التي فشل الأطباء في التعامل معها وهو ما يضع علامات الاستفهام والتعجب التي صاحبت مرض وموت عرفات موضع التأكيد بأن زعيم الشعب الفلسطيني ورمز نضاله قتل غدرا بالسم علي يد شارون وزمرته من القتلة .* التقرير الفرنسي:أصدر المستشفى الفرنسي الذي تعالج فيه ياسر عرفات تقريراً طبياً لم يتم نشره بسرعة مما أثار تساؤلات كثيرة حول محتوى هذا التقرير،

وأورد التقرير أن وفاة ياسر عرفات كانت في اليوم الثالث عشر من دخوله مستشفى باريس العسكري واليوم الثامن من دخوله قسم العناية المركزة بسبب نزيف دموي شديد في الدماغ، واجتمعت في حالته السريرية المتلازمات التالية:متلازمة الجهاز الهضمي: البداية لهذه الحالة المرضية بدأت قبل 30 يوماً على شكل التهاب معوي قلوي. متلازمة متعلقة بجهاز الدم تجمع نقص الصفائح وتخثر حاد منتشر داخل الأوعية، وبلغمة خلايا النخاع منعزل عن أي نشاط بلغمي في الأوعية الدموية خارج النخاع العظمي. متلازمة الجهاز الهضمي في حالة ذهول متموج ثم حالة غيبوبة عميقة بالرغم من استشارة عدد كبير من الأخصائيين كل في مجاله وكافة الفحوص التي تم إنجازها لم تفسر هذه المتلازمات في إطار علم تفسير الأمراض Nosology. يرقان ناتج عن رقود صفراوي. وأجريت ل ياسر عرفات فحوصات عدا الفحوصات الروتينية المتكررة وهي:فحوصات التجلط وعوامل التجلط .عينات النخاع الشوكي في عدة مرات في رام الله وتونس وفرنسا عينات بذل النخاع الشوكي L-P زراعة متكررة للدم، البراز، البول، الأنف والحنجرة والقصبات، النخاع، السائل الشوكي، ودراسة الجراثيم والأحياء الدقيقة. الفيروسات بما فيها HIV (الأيدز) وكانت سلبية. علامات الأورام السمومالإشعاعات عدة مرات: تصوير بالموجات الصوتية للبطن. تصوير طبقي محوري للدماغ والصدر والبطن والحوض. الرنين المغناطيسي للدماغ والصدر والبطن. تخطيط الدماغEEGنعم انه الشهيد القائد ياسر عرفات واسمه الحقيقي محمد ياسر عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة و كنيته (أبو عمار)، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام 1996 . ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969، وهو قائد حركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة. فاز مع إسحاق رابين بجائزة نوبل للسلام سنة 1994.محمد ياسر، هو اسم مركب واسم أبيه هوعبد الرؤوف واسم جده داوود واسم عائلته القدوة من عشيرة الحسيني وهو واحد من سبعة إخوة ولدوا لتاجر فلسطيني ولد في مدينة القدس في 4 أغسطس/ آب 1929.لم تكن حياة الراحل الرمز ياسر عرفات إلا تاريخا متواصلا من النضال والمعارك التي خاضها وأسس من مجموعها تاريخا جديدا وحديثا لفلسطين ، بحيث غدت القضية الفلسطينية رمزاً عالمياً للعدالة والنضال، وجعل من كوفيته رمزا يرتديه كافة أحرار العالم ومناصري قضايا السلم والعدالة العالميين.الشهيد الرمز لم يبدأ تاريخه النضالي من لحظة تفجيره الرصاصة الأولى، كانت تجتذبه ارض المعارك حيثما كانت، فكان مقاتلاً شرساً خاض معارك عسكرية بعد تلقيه التدريب العسكري اللازم من قبل ‘جيش الجهاد المقدس ‘بقيادة القائد الشهيد عبد القادر الحسيني بعد التحاقه بقوات الثورة في العام 1948، وأسندت إليه مهمة الإمداد والتزويد بالأسلحة سراً من مصر وتهريبها عبر رفح للثوار في فلسطين.لم يثن التعليم ، الطالب ياسر عرفات المتفوق في ‘كلية الهندسة – جامعة الملك فؤاد / أي جامعة القاهرة’ ، عن ترك مقاعد الدراسة، والتوجه لقناة السويس المحتلة، لقتال قوات الجيش البريطاني ، مع إخوانه من الفدائيين المصريين عام 1951 ،إيماناً و قناعة بأن أرض العروبة – وحدة لا تتجزأ – وبأن قتال وهزيمة الاستعمار في موقع جغرافي هو إيقاع هزيمة بالاستعمار عامة ، كما أن الفعل الثوري وإن تغيرت معالمه الجغرافية ، كل لا يتجزأ.شارك للمرة الثانية متطوعاً في ‘حرب الفدائيين’ عام 1953 في قناة السويس ، هذه الحرب التي غيرت من دور الاستعمار البريطاني ووجوده ‘شرق السويس’، وفرضت أخيراً ، الجلاء البريطاني عن الأراضي المصرية.أرسل في عام 1953 ، خطاباً للواء محمد نجيب أول رئيس لمصر عقب قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952. ولم يحمل هذا الخطاب سوى ثلاث كلمات فقط هي ‘لا تنس فلسطين’. وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمه، وهو من ربطته برجالات ثورة 23 يوليو تموز عام 1952 علاقات ببعض رجالاتها الذين التقاهم أثناء حرب الفدائيين في القناة.عمل الرئيس الراحل بحسه الوطني العميق على تثمير مشاركاته هذه لصالح فلسطين ، فبعد أن عمل على تأسيس ‘ النادي الفلسطيني – القاهرة ‘، ينطلق لإقامة ‘رابطة الطلبة الفلسطينيين’مع رفيق دربه المرحوم فتحي البلعاوي، لتشكل النواة والبؤرة الأولى ‘للطلبة الفلسطينيين ‘ على مستوى العالم، هذه ‘الرابطة التي كانت أول هيئة فلسطينية منتخبة على مستوى الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 ، وحملت علم فلسطين إلى الدنيا بأسرها وقاتلت مشاريع التوطين ونجحت في إسقاط مشروع جونستون لتحويل مياه نهر الأردن .وكان لهذه ‘ الرابطة ‘ دور مركزي في إسقاط سياسة الأحلاف الاستعمارية ‘حلف بغداد’ و’مبدأ الفراغ’ الذي قال به الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور. وفي تشكيل ‘ الرابطة ‘ الأرضية الصلبة والقاعدة القوية لإنشاء ‘ اتحاد طلبة فلسطين ‘ ، المتميز بكونه رافداً وطنياً أساسياً ورافعة وطنية فلسطينية رئيسة ومركزية.التحق الراحل ياسر عرفات بجامعة القاهرة وتخرج منها مهندساً مدنياً. وكطالب، انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيساً له من عام 1952 إلى عام 1956. وفي القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفاً بمفتي القدس وفي 1956 خدم في الجيش المصري أثناء حرب السويس. التحق ياسر عرفات بعد تخرجه من ‘كلية الهندسة’،’بالكلية الحربية المصرية ‘ وأصبح ضابطاً في ‘سلاح الهندسة’، وعاد من جديد لمنطقة قناة السويس ليشارك مقاتلا في رد العدوان الثلاثي (الإنجليزي – الفرنسي – الإسرائيلي ) عام1956)، في بور سعيد مع رفيقه رئيس اتحاد الطلبة المصريين/ جواد حسني، الذي أستشهد في تلك المعركة. . وفي هذه المعركة أدرك القائد الرمز أن القوة العسكرية ممثلة بالعدوان الثلاثي لم تستطع أن تهزم إرادة شعب مصر بقيادة عبد الناصر وأن إرادة القوة مهما عظمت . . فإنها تُهْزَم أمام قوة إرادة الشعب المقاتل.أسس ياسر عرفات عام 1957 ‘اتحاد الخريجين الجامعيين الفلسطينيين’ وغادر للعمل مهندساً في الكويت، وأسس شركة مقاولات، وهناك كانت الانعطافة الأهم في حياته تلك الانعطافة التي صنعت تاريخا حديثا وجديدا لفلسطين وللأمة العربية في هذه المحطة من حياة القائد الرمز ، التقى وتعرف على خليل الوزير ‘أبو جهاد’ وتنضج الفكرة وتتشكل، ويكون التطبيق عملياً بتأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح – في خريف 1957 ويتم خلق نواة التنظيم الصلبة ، وتسمية أعضاء ‘اللجنة المركزية من مؤسسي فتح ‘ .في العام 1958 وأثناء عمله مهندساً في دولة الكويت، بدأ بوضع اللبنات الأولى ل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حيث شكل الخلية الأولى التي تبنت الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين وبدأ الرئيس ياسر عرفات بمحاولة جمع عدد من البنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وفي ليلة الأول من يناير عام 1965 نفذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أولى عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي بنسف محطة مائية، حيث قام ياسر عرفات بتسليم نص البيان الأول إلى صحيفة النهار اللبنانية بنفسه، وفي أعقاب حرب عام 1967 انتقل عرفات للعمل السري في الضفة الغربية المحتلة حيث قام بتنظيم مجموعة من خلايا المقاومة، واستمر ذلك مدة أربعة أشهر. وانتخب في 3 شباط/فبراير عام 1969 رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية أثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة واستمر الزعيم بالعمل على تنظيم واستقطاب المزيد من الكوادر، للتحضير والعمل على إطلاق رد جيل النكبة ، هذا الرد الذي حمل في طياته بعثا جديدا للشعب ورسم ملامح الهوية النضالية الفلسطينية.ويضع ‘أبو عمار’ مع إخوانه، صياغات المرحلة القادمة لعقود وعقود من السنين، وتكون الانطلاقة، ويكون التفجير, تفجير المنطقة برمتها/في نفق عيلبون/ في الاول من يناير/كانون الثاني 1965 في البيان الأول ‘ للقيادة العامة لقوات العاصفة ‘ عندما نطق بكلمة السرّ ‘حتى يغيب القمر’، أعلنت فتح ثورتها وانطلقت عاصفتها لتدق أول مسمار في نعش الوجود الإسرائيلي، وتناقلت صحف العالم نبأ ثورة أبناء المخيمات، ثورة اللاجئين، ثورة تحمل رايات التحرير والعودة لتقضي على التشرد والشتات ، ويقود مسيرة الفعل الميداني.في أعقاب حرب 1967، 

توفرت ل ياسر عرفات ظروفاً ملائمة لتطوير الثورة ومقاومة الاحتلال حيث يتواجد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، عمل الرئيس ياسر عرفات ‘أبو عمار’ على تدريب العديد من الشباب الفلسطيني على عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وذلك عبر التسلل عبر الحدود ونهر الأردن حيث وجهت مجموعات المقاومة ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية بشن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في مارس سنة 1968، أظهرت المقاومة الفلسطينية بقيادة أبو عمار بطولة خارقة في معركة الكرامة حين تصدت للدبابات والطائرات الإسرائيلية بأسلحة خفيفة بدائية، وألحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وكان لهذه المعركة، التي لم تستطع إسرائيل من تحقيق أهدافها حيث أجبرت على الانسحاب أمام ضربات المقاومة، تأثير كبير على الشارع الفلسطيني والعربي خصوصاً وأنها حدثت في أعقاب هزيمة حرب عام 1967م، حيث ارتفعت المعنويات وأثبتت هذه المعركة أن المقاتل العربي يمكنه القتال بشراسة ضد الغازي المحتل، واحيي الأمل لدى الفلسطينيين في التحرير والعودة بتصميمهم على الكفاح المسلح من اجل ذلك .وبعد أحداث أيلول/سبتمبر أيلول الأسود عام 1970 قررت المقاومة الانتقال إلى لبنان بعد تدخل العديد من الوساطات العربية لإنهاء الصدام بين الجانبين الأردني والفلسطيني، وخرج أبو عمار سراً من الأردن إلى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد لتناول أحداث أيلول 1970. وفي لبنان أعاد أبو عمار ترتيب صفوف المقاومة ومواصلتها معتمداً على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.اتخذ مؤتمر القمة العربية التي عقدت في 29/10 عام 1974 في الرباط قراراً باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفي 13/11/1974م، ألقى أبو عمار كلمة هي الأولى من نوعها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال عبارته المشهورة ‘لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي’ ومنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في الأمم المتحدة .بعد اشتداد عمليات المقاومة، وتسديد ضرباتها الموجعة للمحتل الإسرائيلي، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي آرئيل شارون في ذلك الوقت لبنان حتى وصل إلى مشارف بيروت وقام بحاصر بيروت الغربية، وهي المنطقة التي يتواجد فيها مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية والعديد من قوات وكوادر المقاومة وعلى رأسهم أبو عمار، دام الحصار 88 يوماً وقف فيها أبو عمار ورفاقه من القادة والمقاتلين والحركة الوطنية اللبنانية وقفة ثابتة في أروع ملحمة سطرت آيات الصمود والتصدي، ولم تتمكن قوات الاحتلال من اقتحام بيروت أمام صمود المقاومة، وبعد وساطات عربية ودولية خرج أبو عمار ورفاقه من بيروت إلى تونس وكان ذلك في يوم 30/8/1982م كما توزعت قوات الثورة الفلسطينية على العديد من الدول العربية.وتوجه ياسر عرفات إلى تونس بعد خروجه من بيروت ليقود منها حركة الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية السياسية والعسكرية والتنظيمة وفي أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات وبأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت مقر المنظمة ومقر إقامته في منطقة حمام الشط إحدى ضواحي تونس العاصمة مما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء التونسيين إضافة إلى الفلسطينيين.بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، انعكست تأثيراتها على القضية الفلسطينية، التي كادت أن تشهد فترة من اللامبالاة العربية والدولية لتعيد لهذه القضية مكانتها كأهم واخطر قضية في العالم، وعلى اثر ذلك عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته التاسعة عشرة، في شهر تشرين الثاني من عام 1988م وفي هذه الدورة اعلن أبو عمار وثيقة الاستقلال، وفي ابريل من عام 1989م كلف المجلس المركزي الفلسطيني أبو عمار برئاسة دولة فلسطين .وفي أعقاب حرب الخليج الأولى، أجريت العديد من الاتصالات الدولية بشأن البدء بمناقشة سبل حل القضية الفلسطينية، أسفرت عن عقد مؤتمر دولي للسلام في مدينة مدريد العاصمة الإسبانية، شارك فيها الوفد الفلسطيني ضمن وفد مشترك أردني فلسطيني، وبعد هذا المؤتمر عقد جولات عديدة من المفاوضات في واشنطن واستمرت المفاوضات دون الوصول إلى نتيجة بسبب المماطلة الإسرائيلية

.في عام 1990 أعلن أبو عمار عن أجراء اتصالات سرية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، أسفرت فيما بعد عن توقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بتاريخ 13/9/1993، والتي عرفت باتفاقية غزة – أريحا أولاً، وبعدها عقدت سلسلة من الاتفاقيات منها اتفاقية أوسلو المرحلية في 28/9/1995، ومذكرة شرم الشيخ وطابا، وواي ريفر، وبروتوكول باريس الاقتصادي، وعلى اثر توقيع اتفاقية إعلان المبادئ، انسحبت القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في قطاع غزة ومدينة أريحا، وفي 4/5/1994 دخلت أول طلائع قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى ارض الوطن، لتبدأ عمل أول سلطة وطنية فلسطينية على الأرض الفلسطينية بقياد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين. بعد ان عاد الى ارض الوطن في 1/7/1994.في يوم 20 كانون الثاني يناير عالم 1996، نظمت أول انتخابات فلسطينية لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي وانتخاب رئيس السلطة التي نصت عليها اتفاقات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، حيث تم انتخاب الرئيس ياسر عرفات رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية.في 25 تموز يوليو 2000 عقدت قمة فلسطينية إسرائيلية في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية برعاية أمريكية، كان أبو عمار رئيساً للوفد الفلسطيني، وايهود باراك رئيس وزراء إسرائيل رئيس الوفد الإسرائيلي برعاية الرئيس بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية انتهت بالفشل أمام التعنت والصلف الإسرائيلي وتمسك أبو عمار بالحقوق الفلسطينية.في 18 من شهر أيلول سبتمبر عام 2000 أقدم آرئيل شارون على محاولة دخول المسجد الأقصى المبارك على الرغم من النداءات المتكررة من الرئيس ياسر عرفات بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطير، ولم يأبه شارون بهذه النداءات أو غيرها التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة والزعماء العرب وغيرهم، وأثارت هذه الخطوة مشاعر الشعب الفلسطيني الذي هب إلى مواجهة القوات الإسرائيلية التي أحاطت بشارون لحمايته، فتصدت القوات الإسرائيلية إلى جموع الفلسطينيين العزل ليسقط عدد كبير منهم بين شهيد وجريح، وسرعان ما انتقلت الشرارة إلى باقي الأراضي الفلسطينية معلنة اندلاع انتفاضة الأقصى مازالت مستمرة حتى ألان على الرغم من القيام بالعديد من المبادرات والمؤتمرات وأهمها تقرير لجنة متشيل، ووثيقة تينيت، وخطة خارطة الطريق.في الثالث من شهر كانون الأول ديسمبر عام 2001، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة ارئيل شارون فرض حصار على الرئيس عرفات في مبنى المقاطعة برام الله، ومنعته من التحرك والانتقال حتى داخل الأراضي الفلسطينية بين مدنها وبلداتها لمتابعة أمور الشعب الفلسطيني، وهدد مراراً على الأقدام بهدم مبنى المقاطعة على رأس الرئيس ورفاقه ومعاونيه المتواجدين معه في المقاطعة.وقامت بتدمير أجزاء كبيرة من المبنى، ولكن الرئيس أبو عمار وكعادته ظل صامداً أمام هذه الهجمة الإسرائيلية وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لرام الله في أواخر مارس عام 2002 قال عبارته المشهورة ‘يريدوني إما طريداً وإما أسيراً وإما قتيلاً، لا أنا أقول لهم شهيداً، شهيداً، شهيداً’، في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحة الرئيس ياسر عرفات، فقد أصيب الرئيس كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادث الطائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفاً عاماً.تدهورت الحالة الصحية للرئيس تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، حيث رأى الأطباء ضرورة نقله إلى الخارج للعلاج، وقامت على أثر ذلك طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. حيث أجريت له العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية.وكانت صدمة لشعبه حين ظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوباً بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الأنباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين.وتم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وبهذا نفذت إرادة الله ، واستشهد قائداً وزعيماً ومعلماً وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

الفئة 4

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

back to top