المصدر - شاشة نيوز –
على
الطريق المؤدي إلى الحسبة تجلس الحاجة أم محمود، والحكاية الفلسطينية
مرسومة على تجاعيد وجهها ويديها، وثوبها الفلسطيني "الفلاحي" الذي تدل كل
غرزة فيه على تمسكها بارضها، وبصوت امتزج بأصالة الأرض وأصحابها تردد:
(عنب،، عنب ،، خليلي يا عنب آخر أيامه ودعوه).
العنب
الخليلي، محصول ياتي بالمرتبة الثانية فلسطينيا من حيث الاهمية بعد
الزيتون ويواجه مصاعب عدة تحول دون تسويقه وترويجه بشكل يليق به ووتمثل هذه
المصاعب بالاحتلال الاسرائيلي حيث استنزف الاحتلال مساحات واسعة من
الاراضي المزروعة بالعنب وحولها الى بؤر وطرق استيطانية.
منذ
الاف السنين يحاول القائمون على مهرجان "الشهد في عنب الخليل" الذي افتتح
في مدينة حلحول شمال الخليل الحفاظ عليه في ظل استهداف هذا المحصول الزراعي
من الاحتلال ومستوطنوه .
وفي
المهرجان عرض العنب الخليلي من خلال لوحات فنية رسمها المزارع الفلسطيني
من العنب وأظهره بأبهى صورة عله يفتح اسواق خارجية لتسويق محصوله التي
يشتهر بالجودة".
رئيس
غرفة تجارة وصناعة شمال الخليل أحمد العمري قال لـ شاشة نيوز " المهرجان
انطلقت أعماله بإيقاد شعلتين الاولى في منطقة اللبويرة والمقامة قربها
مستوطنة خارصينا والتي تتعرض لاعتداءات المستوطنين بشكل يومي والثانية
اوقدها المشاركون في يوم الافتتاح وكان على رأسهم دولة رئيس الوزراء
الدكتور رامي الحمدلله ولفيف من الشخصيات الرسمية والشعبية ".
وأضاف
العمري " المهرجان شارك فيه أكثر من 70 مزارع من محافظة الخليل حيث عرض
خلاله كافة انواع العنب ومنتوجاته لترويجها وتعريف العالم بالعنب الخليلي
ذو الجودة العالية والذي يمتاز بسكر الفواكه ".
وقال
العمري " اهداف كثيرة سعينا الى تحقيقها من هذا المهرجان الذي ضمن زوايا
تراثية اهمها دعم المزارع الفلسطيني وتطوير القطاع الزراعي من خلال تسليط
الضوء على العنب الخليلي الذي يمتاز عن أي عنب اخر " .
من
جانبه قال المزارع شكري سلطان " جئنا لنعرض منتوجاتنا التي أثرت عليها
المنتوجات الإسرائيلية فالحكومة اصدرت قرار بمنع دخول العنب الإسرائيلي
للأراضي الفلسطينية الا انها ما زالت تدخل بشكل التهريب وبثمن يقل عن
منتوجاتنا ".
وطالب
سلطان الحكومة الفلسطينية بمنع دخول العنب الإسرائيلي واستكمال اجراءات
تسويق العنب للخارج ولدعم صمودنا نحن المزارعون في الاراضي التي يستهدفها
الاحتلال للاستيلاء عليها ".
وتحدث
سلطان عن اصناف العنب الخليلي التي تصل الى 22 صنف قائلا " هناك الدابوقي،
زيتي، جندلي، حمداني، الشامي، البيروتي، البيتوتي، البلوطي، الفحيصي
والشعراوي " .
وقال
سلطان بان هذه الاصناف عالية الجودة ومتحملة للجفاف ومقاومة للاراض
والاّفات وذات انتاجية عالية لكنها بحاجة الى عناية اكثر لان العنب يدخل في
صناعة الكثير من الادوية سواء من عصيرة او بذوره فهو يعالج الكثير من
الأمراض ولو فوائد غذائية كبيرة "
يذكر بان وزارة الزراعة اصدرت تقرير اكدت فيه بان انتاجية محافظة الخليل من العنب هذا العام تصل الى 25 الف طن لهذا الموسم .
مشيرا
بان العنب يحتل بأصنافه المختلفة المركز الاول في العالم من حيث محتواه من
السكر والفيتامينات والمضادات الحيوية والاحماض الامينية وغيرها
وجاء في التقرير بان أكثر من خمسة الاف اسرة خليلية تعتمد على زراعة العنب كمصدر دخل لها في دلالة على عراقة شعبنا وتمسكه بجذوره .