قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الصراع الدائر بين كتائب القسام و"إسرائيل" تخطى المواجهة على الأرض "في حدثٍ نادر" وظهر على شكل تغريدات متبادلة عبر "تويتر".
ورصدت الصحيفة ثلاث تغريدات باللغة الإنجليزية لكلٍ من كتائب القسام والناطق باسم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء تعقيبًا على اغتيال الشهيد محمد عاصي في رام الله، ووصفت الصحيفة التغريدات بأنه "حوار نادر بين الطرفين".
وبدأ المقدِم العسكري والناطق باسم الجيش بيتر لرنر بتغريدة عبر تويتر بالقول إن جيشه نجح في فتل فلسطيني من الضفة الغربية متورط بتفجير حافلة في "تل أبيب" قبل عام.
الردود على تويتر
وردت كتائب القسام بتغريدة تفيد بأنه سيواصل كفاحه ومقاومته حتى تحرير كل الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن المتحدث الإسرائيلي نقر على تغريدة حماس على أنها "مفضلة" ورد الناطق أن "إسرائيل" موجودة هنا للبقاء.
وردت كتائب القسام إنها في مهمة مقدسة لاسترداد أرضنا المحتلة مهما كلف الثمن، فيما رد الناطق باسم الجيش أن مهمة جيشه تهدف للحفاظ على الحياة البشرية، فيما رد القسام أن مهمتكم تقوم على دفن الأطفال الفلسطينيين تحت حطام منازلهم".
ولفتت الصحيفة إلى أن لرنر علق على هذا التواصل عبر تويت، قائلا "إنها من عجائب وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكن لك أن تتصل بالآخرين بسهولة، لقد تواصلوا فرددت".
ونوهت أن عمليات وسائل الإعلام الاجتماعية من كلا الجانبين بدأت في لفت الانتباه الدولي قبل نحو عام خلال اشتعال الموقف على الحدود لمدة أسبوع والذي بدأ بتحذير أطلقه الجيش الإسرائيلي من خلال "تويتر" لمسئولي حركة حماس حتى يختبئوا أو يخاطروا باستهدافهم.
وأوضحت الصحيفة أنه، مع ذلك، لم يكن هناك أي حوار مباشر كالذي دار بالأمس، وكان الضباط بوحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يقولون إنهم لن يردوا على التغريدات المتكررة الموجهة من حماس إلى الجيش الإسرائيلي رغم أنهم على علم بها.
ويُعد السجال الذي دار بين القسام والجيش الإسرائيلي هو الثاني خلال عام؛ حيث سبق ذلك حينما غرد الناطق باسم الجيش باللغة الإنجليزية تغريدةً عقب مرور دقيقة واحدة من اغتيال القيادي في القسام أحمد الجعبري في نوفمبر من العام الماضي.
أما كتائب القسام فردت على تلك التغريدة باللغة العربية عقب اغتيال الجعبري أن "الاحتلال بجريمته فتح على نفسه أبواب الجحيم"، وأعقب ذلك إطلاق عشرات القذائف والصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة.
ورد الجيش آنذاك بنشر صورة للجعبري بخلفية مخضبة بالدم مرفقةً بعبارة "تم التخلص منه"، فيما رد القسام لحظتها أن "أيدي القسام المباركة ستطال قادتكم وجنودكم أينما كانوا".
وعقبت "وول ستريت جورنال" أن حوارًا بين قوتين متحاربتين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يحدث إلا بين حماس و"إسرائيل، وكذلك بين مقاتلي حركة طالبان وقوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي.