الشارقة 16/11/2013م - نجاة الفارس،
سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي وَأَلقي بها في مَهاوي الرَّدى
فإِمّا حَياةٌ تسُرُّ الصَديقَ وَإِمّا مَماتٌ يَـغيظُ العِدى
فإِمّا حَياةٌ تسُرُّ الصَديقَ
بهذه الابيات الشعرية للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود والتي لايزال صداها
يدوي منذ اكثر من 60 عام، وشكلت نبراس للنضال الفلسطيني افتتحت جمعية
البيارة الثقافية أمسيتها احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر الشهيد
عبد الرحيم محمود، وذلك مساء أمس الجمعة الموافق 15 نوفمبر 2013م، في قاعة
ملتقى الأدب في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة كوكبة من الشعراء
والنقاد العرب، وبحضور جمع كبير من المثقفين والمثقفات والمهتمين بالشأن
الثقافي والوطني.
وقال
عمار الكردي رئيس جمعية البيارة الثقافية أننا نعيش هذه الايام حالة من
خيبات الامل المتتالية، الا أننا عندما نستذكر سيرة حياة الشاعر الشهيد
محمود، يعود الامل الينا من جديد، فها هي مدرسة (النجاح) التي كان يُدرس
بها الشاعر شهيد، باتت
جامعةً وارفة تُدعى (جامعة النجاح الوطنية)، تثمر أجيالاُ من الخريجين
والمجاهدين. وطريق الكلية الحربية في العراق الذي التحق بها الشهيد بين
عامي 1939 و1942، أضحى معبدا بدماء الاف الشهداء الذين ساروا على نفس
الدرب.
وأضاف الكردي أن البيارة حريصة على توثيق وإحياء التراث الفلسطيني
الثقافي، وإنّها ارتأت استخدام أسلوب جديد في حالة الشاعر الشهيد عبد
الرحيم محمود، يقوم على أسلوب المجاراة الشعرية، والتي استجاب لها 13 شاعرا
عربيا لكتابة قصائد تُجاري قصائد محمود موضوعا ووزنا وقافية، إضافة إلى
اثنين من النقاد المتمكنين، وستصدر هذه الاعمال قريبا في كتاب يحمل اسم
(روحي على راحتي)، شاكرا كل من ساهم في نجاح هذا العمل الوطني المتميز.
عقب ذلك قدم الشاعر عبد السلام عطاري كلمة وزارة الثقافة الفلسطينية، حيث
تقدم بالشكر الجزيل إلى جمعية البيارة الثقافية على جهودها الدؤوبة في خدمة
القضية الفلسطينية، ثم ألقى الضوء على حياة الشاعر الشهيد مؤكدا على أهمية
الخطاب الشعري الوطني وعلى أهمية الشعر الذي يكتب من أجل الوطن في ظل
التهميش والتهشيم الذي يخيم على هذا النوع من الكتابة الشعرية الوطنية،
موضحا أن النصوص الشعرية للشهيد عبد الرحيم محمود تزرع الأمل لأطفال الغد،
مؤكدا أن الاحتفال بذكرى ميلاد الشاعر الشهيد هو بشارة أمل وفرحة لأن
الميلاد يعني العطاء.
ومن ثم قدم الدكتور ابراهيم الوحش من فلسطين قراءة نقدية في شعر الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود موضحا
ان الشاعر الشهيد علم وبطل ثائر، وشاعرٍ مناضل قرن القول بالعمل، ومارس
النضال قولاً وفعلاً، فكتب أجمل الأشعار في فلسطين الحبيبة، ولم يكتفِ
بالكلام، بل حوّل الكلمات إلى ممارسة وعمل، وكان نضاله بحد الكلمة
والبندقية.
افتتح بعدها د. إياد عبد المجيد من العراق القراءات الشعرية لقصائد
المجاراة، بقصيدة تحمل عنوان (إلى رمز الكلمة المقاتلة الشاعر الكبير عبد
الرحيم محمود)، ثم القت الشاعرة ربا شعبان من فلسطين قصيدة بعنوان (عباءة
القصائد)، ثم القت الشاعرة نادية أليف من الأردن قصيدة بعنوان (احملوني)،
ثم ألقى الشاعر نايف الهريس من الإمارت بقصيدة تحمل عنوان (جاهد واستشهدا)،
ثم ألقى الشاعر علي مي من فلسطين قصيدة بعنوان (الفتى)، ثم القى الشاعر د.
محمد ولد عبدي من موريتانيا قصيدة بعنوان (رضاعة شعرية)، ثم القت الشاعرة
عطاف جانم من الأردن قصيدة بعنوان (في القدس وعد بالحياة)، ثم ألقى الشاعر
نصر بدوان من الأردن قصيدة بعنوان (نبوءة الأقصى)، ثم ألقى الشاعر عبد
الرزاق درباس من سوريا بقصيدة بعنوان (من دفتر الوطن)، ثم ختمت الشاعرة
نجاة الفارس من فلسطين بقصيدة عنوانها (نبضات سلمى).
وعقب القراءات الشعرية قدم الدكتور الناقد السوري أحمد عقيلي قراءة نقدية
موجزة في القصائد المشاركة في الأمسية موضحا كيف جارى معظم الشعراء قصائد
الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود و كانت المجارة متباينة من حيث الالتزام في
الوزن والقافية وشكل القصيدة ولكن توحدت أقلام الشعراء بمجاراة المضمون
وهو الهم الوطني والجرح الفلسطيني.
وفي ختام الأمسية كرم عمار الكردي رئيس الهيئة الإدارية لجمعية البيارة
الثقافية والشاعر عبد السلام عطاري مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في
وزارة الثقافة الفلسطينية جميع المشاركين وسلموهم الدروع التذكارية.