هُنا القدس | شذى حمّاد
"وجب عليّ أن أغامر، وأجرّب مختلف الطرق لأجد مصدر رزقي". اتخذ من صناعة "شعر البنات" كما يُسمّى، مهنةً يعتاش منها وأسرته المقدسية.
يدأب عبد الله أبو رشيد (58 عامًا) على صناعة حلوى "شعر
البنات" من السكر والصبغة وبعض الأطعمة، ويوزعها على محال القدس القديمة،
في غرفة مهترئة الجدران لا تتجاوز مساحتها (40) مترًا في حي السعدية بالقدس
القديمة.
"أعمل في صناعة شعر البنات منذ أربعة أعوام، أصنعها هنا وأغلفها بأكياس بلاستيكية، ثم أوزعها على حارات البلدة القديمة".
وأضاف،"تكلفني تعب وجهد وشقى، وأشياء كثيرة، ولكننا نرضى
بالقليل بدل العمل كأجير أو في المحال الإسرائيلية"، مبينًا أنه يعمل في
هذه الصناعة، ليعيش بكرامة فقط ويوفر احتياجاته اليومية، في ظل عدم قدرته
على الادخار للمستقبل.
"ربما لا أستطيع الإدخار قرشًا واحدًا للمستقبل ولكن هذه الصناعة تجعلني صامدًا في مدينتي".
وعن ارتفاع معدل البطالة في مدينة القدس، قال أبو رشيد إن
الشبان في مدينة القدس غير مستعدين للتفكير والتخطيط مدة ساعة واحدة
لمستقبلهم، مضيفا، "دومًا يوجد العديد من الأبواب عليهم طرقها والوصول إلى
مصدر رزقهم، ويستطيعون التضحية والبدء من البسطة على درجات باب العامود ثم
التطور إلى ما هو أكبر".